روما، 28 مارس/آذار (إفي): في اختبار سياسي تواجهه حكومة رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، الذي صار حديث الساعة مؤخرا بسبب فضائحه الشخصية، يدلي حوالي 41 مليون ناخب على مدار اليوم وغدا بأصواتهم في الانتخابات الإقليمية التي يشهدها البلد الأوروبي.
وفتحت 49 ألف و862 مركز اقتراع أبوابها اليوم الأحد في تمام الثامنة بالتوقيت المحلي (06.00 ت ج) أمام 41 مليون ناخب لاختيار رؤساء وعمد 13 إقليما، وأربع مقاطعات و462 بلدية.
وستنتهي عملية التصويت غدا في تمام الساعة 15.00 ت م (13.00 ت ج) لتبدأ بعدها عملية فرز الأصوات وإعلان النتيجة التي لها أهمية خاصة قبيل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في 2013.
وذكرت مصادر رسمية أن عملية التصويت تمضي بصورة طبيعية، ويخشى أن تزيد نسبة الامتناع عن التصويت غدا رغم أنه من المتوقع أن يزداد عدد الناخبين.
وكان الامتناع عن التصويت قد سجل نسبة عالية بلغت 67% في الانتخابات الأوروبية التي أجريت في يونيو/حزيران الماضي.
وأضافت المصادر أن نسبة المشاركة الأولية في الانتخابات الإقليمية بلغت 10% حتى الساعة 12.00 ت م (10.00 ت ج) في نسبة تقل بثلاث نقاط مئوية عن انتخابات 2005.
ويعزى انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات إلى عدم التعريف ببرامج الحملة الانتخابية، فضلا عن الفضائح التي تورط فيها برلسكوني.
واتسمت حملة الانتخابات الجارية اليوم وغدا بغياب المضمون، على الرغم من أن مباعث القلق لدى الناخبين تتمثل في البطالة والمشكلات الاقتصادية.
وفي هذا الصدد، قال برلسكوني قبل أن يدلي بصوته ظهر اليوم في مدينة ميلانو: "أتمنى ألا تطغي الكراهية على الحب، فأنا على اقتناع بأن الإيجابية هي أفضل سلوكيات الروح ويجب أن يمضي كل شئ في هذا الاتجاه".
ويواجه برلسكوني زعيم حزب "شعب الحرية" اختبارا سياسيا في هذه الانتخابات للتعرف على مدى قوته أمام الحزب الديمقراطي بزعامة بيرلويجي بيرساني ويمثل يسار الوسط.
ولهذا، دعا برلسكوني مؤخرا إلى توجه المواطنين في حشود إلى صناديق الاقتراع وعدم فقد أي صوت، لأن كل صوت يعد في صالح اليسار، على حد قوله.
ويسيطر يسار الوسط في الوقت الراهن على 11 من أصل 13 إقليما إيطاليا تجرى فيها الانتخابات، وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أنه سيحقق الفوز في سبعة أقاليم منها فقط، بينما يفوز الائتلاف الذي يرأسه برلسكوني بحزب شعب الحرية في ستة منها.
وعزز رئيس الوزراء الإيطالي وجوده في الأقاليم الشمالية من إيطاليا حيث يثق في حليفه حزب رابطة الشمال أومبرتو بوسي المدافع عن اتباع سياسة شديدة ضد المهاجرين.
ويتزعم حزب رابطة الشمال الائتلاف الحكومي في إقليم بييمونت اليساري، بينما اختار برلسكوني لإقليم فينيتو وزيران هما وزير الزراعة لوكا زايا لتولي منصب رئيس الاقليم ووزير الإدارة العامة ريناتو برونيتا لمنصب عمدة فينيسيا.
وللفوز في الأقاليم التي يسيطر عليها اليسار، اختار برلسكوني أربع سيدات، أولهن ريناتا بولفيريني في إقليم لاتسيو وعاصمته روما أمام مرشحة يسار الوسط المفوضة الاوروبية السابقة إيما بونينو.
والمرشحات الأخريات الثلاث في قائمة حزب شعب الحرية هن مونيكا فاينزي لإقليم توسكانا وفياميتا مودينا لإقليم أومبريا وأنا ماريا بيرنيني لإقليم إميليا رومانيا.
جدير بالذكر أن أخر انتخابات إقليمية في إيطاليا جرت في عام 2005 عندما حصل تحالف يسار الوسط برئاسة رومانو برودي، رئيس الوزراء السابق، على 54% من الأصوات، بينما حصل حزب برلسكوني على 42%.(إفي)