تشيناي (الهند) (رويترز) - يبذل الجيش الهندي جهودا مضنية لإجلاء آلاف السكان المحاصرين وسط المياه في ولاية تاميل نادو بجنوب الهند يوم الخميس في الوقت الذي ارتفع فيه عدد قتلى الفيضانات إلى 269 قتيلا بعد هطول أشد أمطار منذ أكثر من قرن.
ومع توقعات الأرصاد بهطول مطر متواصل يجد الجيش نفسه في حالة أشبه بالحرب لإنقاذ المحاصرين في الأجزاء التي غمرتها المياه من مدينة تشيناي رابع أكثر مدن الهند ازدحاما.
وتوجه رئيس الوزراء ناريندرا مودي الذي أرجع شدة المطر إلى التغير المناخي لمدينة تشيناي لتفقد جهود الإنقاذ.
وقال وزير الداخلية راجنات سينغ أمام البرلمان "أصبحت تشيناي جزيرة صغيرة. لم نشهد شيئا كهذا من قبل... الإنقاذ السريع هو المطلوب الآن. نبذل قصارى جهدنا لإعادة الحياة إلى طبيعتها."
وبعد أن أوقفت شركات السيارات والاتصالات عملياتها يوم الأربعاء أغلقت شركة تشيناي بتروليوم التي تديرها الدولة مصفاتها التي تنتج 210 آلاف برميل يوميا بسبب غزارة المطر.
وقالت سودها رامان مورتهي وهي أم لفتاتين "نعيش في مدينة نتوقع أن تتوافر فيها الخدمات الأساسية. لكننا اليوم لا نجد مياها للشرب ولا طعاما طازجا ولا نتحكم في حياتنا."
وأضافت أن أجزاء من منزلها تغمرها المياه الآن وأنها تستخدم الأوعية لإزاحة الماء عن الغرف.
وحرمت الفيضانات أكثر من ثلاثة ملايين نسمة من الخدمات الأساسية وعرقلت جهود الجيش الذي أجلى حتى الآن 18 ألف مواطن كانوا محاصرين على أسطح المباني وفي قرى نائية.
ومازالت خدمات القطارات والرحلات الجوية إلى تشيناي عاصمة ولاية تاميل نادو متوقفة وأهابت البحرية بقوارب الصيد كي تجلي الناس في المناطق المنكوبة إلى المعابد والمدارس وقاعات الأفراح.
وقال مسؤول كبير إن أكثر من 1000 مواطن أصيبوا وفي حالة حرجة وإن القوات شبه العسكرية هرعت لنقلهم إلى المستشفيات الحكومية.
وقال ك. دهاتواليا المتحدث باسم وزارة الداخلية في نيودلهي "نريد أن نفعل كل شيء لكن المشكلة خارج نطاق سيطرتنا. المطار غارق وشبكات القطارات انهارت والطقس لا يزال غير مستقر."
وتعهدت الحكومة الاتحادية بتخصيص 141 مليون دولار كإغاثة فورية وبدأت مسحا لتقييم حجم الخسائر في الأرواح والممتلكات.
ويقول الخبراء إن أعمال الإنشاء العشوائية والعيوب في نظام الصرف الصحي وتراكم القمامة من العوامل التي ساهمت في الفيضان.
وقال أنانت راغاف وهو أستاذ بجامعة مدراس عمره 56 عاما "تشيناي تغرق ومن الصادم أن نرى كيف أنها انهارت في الثماني والأربعين ساعة الماضية."
وغمرت المياه أكثر من 5000 منزل ولا يزال كثيرون قابعين على أسطح المنازل بينما يتكدس آخرون في مخيمات مؤقتة.