هاراري (مؤسسة تومسون رويترز) - انها الساعة 1.55 من بعد الظهر ونايجل مافهينجيري قد أقام "مكتبه في الشارع": طاولة من الكرتون المقوى وجهاز كمبيوتر محمول ولوح محمول للطاقة الشمسية 75 وات.
انه يبيع موسيقى يحملها عن طريق القرصنة وتطبيقات للهاتف المحمول مثل واتس آب لنحو 4.2 مليون شخص يستخدمون الهواتف الذكية في زيمبابوي.
يشكو الشاب الذي يبلغ من العمر 21 عاما ويعمل على رصيف مزدحم في منطقة ينتشر فيها الباعة الجائلون في وسط العاصمة هاراري قائلا "العمل سيء اليوم. في اليوم الجيد أبيع ما قيمته 15 دولارا بحلول هذا الوقت."
ونظرا لعدم توفر فرص للعمل في وظائف رسمية في زيمبابوي يضطر عدد كبير من الشبان مثل مافهينجيري للبحث عن عمل بديل. وتوافد كثيرون على دولة جنوب افريقيا المجاورة بحثا عن عمل بينما تحول آخرون الى رجال اعمال وبعضهم انخرط في انشطة غير مشروعة مثل بيع المخدرات.
لكن قلة من الذين بقوا في الداخل وجدوا مهنة جديدة منتعشة: قراصنة للطاقة الشمسية.
وامتلأت شوارع وسط هاراري بشبان كثيرين يستخدمون أجهزة كمبيوتر محمولة متصلة بألواح شمسية صغيرة لا يزيد حجمها عن حجم المفكرة ويبيعون موسيقى محملة بشكل غير شرعي وألعابا ويقومون بعمليات تحميل للواتس آب على البلوتوث. وتتكلف عشر أغنيات دولارا والواتس آب دولارين.
يقوم الباعة بتوصيل اجهزة الكمبيوتر بالواحهم الشمسية التي يتكلف الواحد 25 دولارا باستخدام وصلة كهربائية تستخدم في السيارات فيحصلون على طاقة مباشرة من الشمس. ومع وجود بطاريات داخلية تخزن الطاقة الشمسية يمكن للكمبيوتر ان يعمل لفترة من الوقت حتى في غياب الشمس.
وقال مافهينجيري الذي عجز عن الحصول على عمل طوال عامين بعد تخرجه من المدرسة الثانوية "الطاقة الشمسية مريحة بالنسبة لنا لاننا نعمل في الشارع حيث لا تتوفر الكهرباء."
ويستطرد قائلا "في الشارع عندنا الشمس مجانا كما ان اللوح صغير وهو ما يجعله سهل الحمل."
وتعاني زيمبابوي من نقص في الكهرباء منذ 15 عاما وتسعى لاستخدام الطاقة الشمسية والمولدة من الرياح لسد هذه الثغرة.