برازيليا (رويترز) - قال فرناندو بيمنتل حاكم ولاية ميناس خيريس بالبرازيل يوم الثلاثاء إن مسؤولي البلاد يتفقدون منظومة السدود في منطقة مناجم ساماركو بعد انهيار سد بالمنطقة منذ 12 يوما ما أدى إلى وقوع انهيارات طينية دفنت قرية قريبة علاوة على احداث تلوث على مسافة 500 من أحد الأنهار.
وقالت منطقة مناجم ساماركو يوم الثلاثاء إنها تجري عمليات تفتيش واصلاحات طارئة لسدين يتعرضان لمزيد من مخاطر الانهيارات في شبكة الخزانات.
كان انهيار سدين في منطقة المناجم بالبرازيل أدى إلى قطع مياه الشرب عن ربع مليون نسمة فضلا عن تراكم رواسب برتقالية كثيفة بالمسطحات المائية قد تؤدي الى الاضرار بالمنظومة البيئية عدة سنوات قادمة.
وأدى انهيار السدين في الخامس من الشهر الجاري في منجم لاستخراج خام الحديد بجنوب شرق البلاد إلى مقتل تسعة أشخاص فيما لايزال 19 آخرون في عداد المفقودين علاوة على نزوح 500 شخص عن ديارهم.
وأدى انفجار السدين إلى تدفق كميات هائلة من المياه المحملة بنفايات معدنية حجمها 60 مليون متر مكعب -أي ما يعادل ملء 25 ألف حمام سباحة اولمبي بالمياه- وانتشارها لمسافة نحو 500 كيلومتر.
وقارنت رئيسة البرازيل هذه الكارثة بحادثة التسرب النفطي الذي حدث في خليج المكسيك عام 2010 ووصفتها وزيرة البيئة البرازيلية ايزابيلا تيكسييرا بانها "كارثة بيئية".
يقول العلماء إن المترسبات -التي قد تحتوي على مواد كيميائية تستخدم في المنجم لتنقية شوائب خام الحديد- قد تؤدي إلى تغيير مسار القنوات المائية مع زيادة كثافة المياه فضلا عن تراجع المحتوى الاكسجيني في المياه مع خفض خصوبة ضفاف الأنهار والرقعة الزراعية التي تمر بها المياه الملوثة المتدفقة وذلك فيما يؤكد ملاك المنجم مرارا بان هذا التدفق ليس ساما.
لكن علماء البيولوجيا وخبراء البيئة لا يوافقون على ذلك فيما أمرت السلطات المحلية العائلات التي نزحت عن المنطقة بالاغتسال جيدا والتخلص من الملابس التي التصقت بها الأوحال الناتجة عن التدفق.
وقال مسؤولون إن كثافة تدفق الأوحال ستؤدي الى صعوبة العمليات الزراعية مع تراكم مزيد من الطمي على قيعان الأنهار والقنوات ما يغير من تركيبة المياه فيما يقوم الباحثون بتحليل هذه المياه ومن المقرر ظهور النتائج في غضون الاسابيع القادمة.
ومن بين المواد المحتمل وجودها ايثير الأمين التي يشيع استخدامها في مناجم البرازيل لفصل السيلكا عن خام الحديد وهي مادة لا تتحلل بسهولة وذات سمية للكائنات البحرية مع قدرتها على رفع درجة حموضة المياه الضارة بالبيئة.