كانكون (المكسيك) (رويترز) - يجتذب منتجع كانكون بالمكسيك أكثر من ثلاثة ملايين سائح سنويا بفضل شواطئه ذات الرمال البيضاء وانتشار الشعب المرجانية به علاوة على الملاهي الليلية الباذخة.
يقول المنتقدون إن تحويل المنطقة في سبعينات القرن الماضي من مجرد قرية صغيرة للصيد على شاطئ البحر الكاريبي الى سلسلة من الملاهي الليلية والفنادق الفاخرة أدى الى تراجع التنوع البيئي والى تلويث مصادر المياه فيما تسعى البنية الأساسية للصمود أمام هذه التحديات.
وقال أنصار الحفاظ على البيئة إنه علاوة على ذلك فقد أزيلت المستنقعات -التي تنمو بها أشجار المنجروف الاستوائية التي كانت تمثل حائلا طبيعيا لمواجهة الأعاصير- وذلك لاقامة الفنادق والمنشآت الأخرى ما ضاعف من المخاطر في حالة وقوع كوارث طبيعية.
وخلال ذروة الموسم السياحي الذي يمتد من ديسمبر كانون الأول وحتى أوائل ابريل نيسان يتدفق السائحون من الولايات المتحدة وأوروبا والمكسيك نفسها ومن بقاع أخرى على منتجع كانكون للسباحة وممارسة رياضة الغوص على الشواطئ وارتياد الملاهي الليلية وممارسة رياضة الجولف.
وقال انريكى دي لا مدريد كورديرو وزير السياحة المكسيكي الشهر الماضي خلال معرض للسفر في كانكون "السياحة الآن أحد المصادر الرئيسية للنمو الاقتصادي في البلاد".
تقول الحكومة إن المكسيك ستجتذب عموما نحو 30 مليون سائح هذا العام ما يعود على اقتصاد البلاد بعائدات تتجاوز 17 مليار دولار لارتياد منتجعات مثل كانكون وريفييرا مايا القريبة وبويرتو فالارتا على شاطئ المحيط الهادي.
وفي أعقاب فورة اقامة الفنادق زاد عدد سكان كانكون ليتجاوز 600 ألف نسمة في عام 2010 .
وقالت جماعة السلام الأخضر (جرينبيس) المدافعة عن البيئة إن تزايد أنشطة السياحة بالمكسيك أدى الى تغيير التضاريس الطبيعية للبلاد بعد ان فقدت 65 في المئة من أشجار المنجروف فيما يختفي المزيد منها كل عام.
وقال المركز المكسيكي للقوانين البيئية إن تناقص مساحات المنجروف يؤدي الى تآكل الشواطئ والسواحل مع تزايد المخاطر عند وقوع الأعاصير وأشار المركز الى ان السائحين يفدون الى كانكون ليس لمشاهدة مباني الفنادق بل لرؤية البحار وارتياد الشواطئ.
ويواجه رواد الشواطئ هذا الموسم تحديا بيئيا آخر في الآونة الاخيرة يتمثل في تراكم أطنان من الطحالب والأعشاب البحرية البنية على شواطئ المنتجعات بطول سواحل البلاد المطلة على الكاريني بما في ذلك منتجع كانكون ما دفع السلطات المحلية الى القيام بحملة شاملة لتطهير الشواطئ من آثار الطحالب المتعفنة التي تنبعث منها روائح كريهة علاوة على تكاثر الحشرات بها.
وتتباين تفسيرات تراكم الطحالب والأعشاب على الشواطئ من ارتفاع درجات حرارة مياه البحار الى تغير أنماط التيارات البحرية.
وبعد مرور أربعين عاما على تحول المنطقة الى منتجع وتطويرها سياحيا لا تزال المباني والفنادق الفاخرة والمكاتب الادرارية والمنازل تقام بالمنطقة.