من اليزابيث بينو
باريس (رويترز) - طمأن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند المسلمين في فرنسا والخارج يوم الخميس بأن بلاده تحترمهم وتحترم دينهم لكنها لن تتهاون في التزامها بالحرية والديمقراطية.
كان أولوند يتحدث بعد مرور أسبوع على عنف متشددين اسلاميين قتلوا 17 شخصا في باريس وقال في اجتماع بمعهد العالم العربي في باريس إن المسلمين كانوا "أول ضحايا للتعصب والأصولية وعدم التسامح".
وكشف خبير في أمن الإنترنت بالجيش الفرنسي عن فورة من أعمال القرصنة تعرض لها نحو 19 ألف موقع فرنسي على الإنترنت في الأيام الأربعة الماضية مع ظهور رسائل للإسلاميين المتشددين على بعضها وتعطيل البعض الآخر ومنع تشغيلها.
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية إن مسلما من مالي أخفى متسوقين في متجر لبيع الأطعمة اليهودية في باريس عن مسلح إسلامي سيمنح الجنسية الفرنسية. وبعد ان قتل المسلح أناسا أثناء احتجاز رهائن في المتجر يوم الجمعة قام الحسن باثيلي (24 عاما) العامل في المتجر بإخفاء عدة أشخاص في ثلاجة المتجر وأطفأ المصابيح وطلب منهم التزام الهدوء. ثم فر من المتجر لطلب المساعدة.
وتمثل كلمة أولوند توازنا دقيقا بين التزام فرنسا بحماية الأقلية المسلمة التي يبلغ عددها خمسة ملايين نسمة -وهي الأكبر في أوروبا- وبين الحفاظ على مبدأ حرية التعبير حتى بالنسبة لرسوم الكاريكاتير التي يراها المسلمون مهينة.
وأبلغ مسلمون فرنسيون عن عشرات الهجمات على المساجد منذ ان استهدف مسلحون إسلاميون صحيفة شارلي ابدو الأسبوع الماضي. ونددت السلطات في عدة دول في الشرق الأوسط بقرار الصحيفة نشر مزيد من الرسوم للنبي محمد في أول عدد بعد الهجوم صدر يوم الأربعاء.
وقال أولوند في المعهد حيث كان الشعار "كلنا شارلي" الذي كتب بالفرنسية والعربية على واجهة المبنى "الإسلام يتفق مع الديمقراطية ويجب ان نرفض أي خلط (في هذا الشأن)."
وقال "الفرنسيون من المسلمين لهم نفس الحقوق والواجبات مثل كل المواطنين" ويجب حمايتهم واحترامهم كما يجب عليهم احترام الجمهورية".
وخاطب أولوند العالم العربي قائلا "فرنسا صديق لكنه بلد له قوانين ومباديء وقيم. وأحدها غير قابل للتفاوض وهو الحرية والديمقراطية."
وقال الأميرال أرنو كوستيلييه للصحفيين في اشارة الى مسيرة احتجاج حاشدة تقدمها أولوند و40 آخرون من زعماء العالم "هذا هو الرد على مسيرة الأحد الماضي من جانب اشخاص لا يشتركون في قيمنا وتراوحوا بين المؤمنين الذين يشعرون بالصدمة وعتاة الإرهابيين."
وأضاف إن باريس ستقترح اجراءات جديدة لتعزيز التعاون بين أوروبا والدول العربية المطلة على البحر المتوسط ومن بينها السماح لمزيد من الطلبة العرب بالدراسة في فرنسا.
والنسخ الجديدة التي طبعت من صحيفة شارلي ابدو تحت اسم "عدد الناجين" ونشرت رسما للنبي محمد على الغلاف وهو يمسك بلافتة كتب عليها "انا شارلي" نفدت بسرعة صباح الخميس مثلما حدث يوم الأربعاء عندما وزعت على أكشاك البيع.
وتصاعد النزاع بشأن الرسوم الكاريكاتيرية المهينة لصحيفة شارلي إبدو في تركيا حيث قالت صحيفة جمهوريت في موقعها على الإنترنت إن مدعين في اسطنبول فتحوا تحقيقا في نشرها لمقتطفات من صحيفة شارلي إبدو.
وفي بلجيكا قال الادعاء يوم الخميس إن السلطات البلجيكية احتجزت رجلا بتهمة التجارة في الأسلحة وتحقق فيما إذا كان باع أسلحة لأحد المتشددين الإسلاميين الذين قتلوا 17 شخصا في هجمات في باريس الأسبوع الماضي.
وذكرت وسائل إعلام بلجيكية أن رجلا سلم نفسه للشرطة في مدينة شارلروا الجنوبية يوم الثلاثاء قائلا إنه كان على اتصال بأميدي كوليبالي المتشدد الذي احتجز رهائن في متجر للأطعمة اليهودية في العاصمة الفرنسية قبل أن تقتله قوات الأمن في وقت لاحق.