من ليزلي روتون ومايكل شيلدس
فيينا (رويترز) - قُتل جنديان من أذربيجان وإقليم ناجورنو قرة باغ في وقت مبكر يوم الثلاثاء بعد ساعات من اتفاق رئيسي أرمينيا وأذربيجان على ضرورة التوصل لتسوية سلمية للصراع في الإقليم الانفصالي حيث تجدد العنف الشهر الماضي.
وكان الاجتماع الذي عقد في فيينا يوم الاثنين هو الأول بين سيرج سركسيان رئيس أرمينيا وإلهام علييف رئيس أذربيجان منذ اندلاع أعمال العنف بين الانفصاليين المدعومين من أرمينيا في ناجورنو قرة باغ وقوات أذربيجان. وقتل في أعمال العنف عشرات الأشخاص كما أدت إلى تدهور العلاقات بين البلدين لأدنى مستوى منذ سنوات.
وذكرت الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا في بيان مشترك عقب الاجتماع "أكد الرئيسان التزامهما بوقف إطلاق النار والتسوية السلمية للصراع."
وأضاف البيان "للحد من خطر حدوث مزيد من أعمال العنف اتفقا على وضع اللمسات الأخيرة في أقصر وقت ممكن على آلية تحقيق تتبع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا."
وقال البيان إن الرئيسين اتفقا أيضا على تحديد موعد ومكان اجتماعهما المقبل في يونيو حزيران وإن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ستضع سريعا خطة لمراقبة وقف إطلاق النار في ناجورنو قرة باغ.
وحال اتفاق لوقف إطلاق النار جرى التوصل إليه قبل شهر دون تحول الصراع إلى حرب شاملة لكن السكان يقولون إن أصوات إطلاق النار والقصف لا تزال تتردد ليلا ولا يزال القتلى يسقطون.
وفي مؤشر على استمرار التوتر قالت وزارة الدفاع في إقليم ناجورنو قرة باغ إن جنديا من الإقليم قتل بعد منتصف الليل نتيجة لإطلاق نار من ناحية أذربيجان.
وذكرت وزارة الدفاع في أذربيجان أن جنديا قتل في "انتهاك لوقف إطلاق النار".
*"رغبة في التسوية"
خاضت أذربيجان الدولة السوفيتية السابقة والانفصاليون المدعومون من أرمينيا حربا على إقليم ناجورنو قرة باغ في أوائل التسعينيات قتل فيها آلاف الأشخاص من الجانبين فضلا عن تشريد مئات الآلاف.
وانتهت الحرب بهدنة في عام 1994 على الرغم من وقوع أعمال عنف بشكل متقطع منذ ذلك الحين. وانهار وقف إطلاق النار الشهر الماضي عندما تبادل جيش أذربيجان والانفصاليون المدعومون من أرمينيا إطلاق النار بالمدفعية الثقيلة والدبابات والصواريخ وطائرات الهليكوبتر.
وبعد اجتماع يوم الاثنين نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله إنه شعر أن هناك رغبة لدى الجانبين للتوصل إلى تسوية وإن روسيا مستعدة لبذل كل ما بوسعها للتوصل إلى اتفاق مُرض للجانبين.
وعقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي يزور فيينا لحضور اجتماعات بشأن سوريا وليبيا محادثات مع زعيمي البلدين كل على حدة.
وأكد مكتب سركسيان تفاصيل البيان المشترك قائلا إنه تم التوصل لاتفاق لتعزيز مراقبة وقف إطلاق النار القائم والنظر في تعزيز فريق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا واتخاذ خطوات نحو استئناف محادثات التوصل إلى حل دائم.
وأثار الصراع قلق المجتمع الدولي ويرجع ذلك جزئيا إلى أنه قد يسبب عدم استقرار في منطقة تمثل ممرا لخطوط أنابيب النفط والغاز للأسواق العالمية.
(إعداد سها جادو للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)