من سيهموس خاقان
دياربكر (تركيا) (رويترز) - تجمع الآلاف لتشييع جثمان طاهر إيلجي المحامي الكردي والنشط الحقوقي الذي قتل بالرصاص يوم السبت في مدينة دياربكر بجنوب شرق تركيا في غمرة أعمال عنف تشهدها المدينة منذ شهور.
ونُظمت أيضا جنازة اثنين من رجال الشرطة قتلا في الهجوم.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو يوم الأحد إن السلاح الذي عثر عليه بجوار جثة إيلجي هو نفسه الذي استخدم في الهجوم على رجلي الشرطة. وتعهد بالقبض على الجناة.
ولكن صلاح الدين دمرداش الرئيس المشارك في حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد ألقى ظلالا من الشك بشأن ما إذا كان سيتم الكشف عن الجناة.
وقال "شكنا في محله لكون منطقتنا شهدت كثيرا من المعاناة المماثلة فيما مضى.. لم نتمكن قط من توديعهم قريري العين اعتقادا بأن الجناة سيتم القبض عليهم."
وأوضحت لقطات لإحدى كاميرات المراقبة الخاصة بالشرطة والتي نشرت يوم السبت رجلي الشرطة وهما يتعرضان لاطلاق نار من داخل سيارة أجرة ثم سقطا على الأرض قبل فرار السيارة. وأوضحت لقطات فيديو أخرى رجال شرطة في زي مدني وهم يطلقون النار في اتجاه رجلين يجريان صوب المكان الذي يعتقد أن إيلجي يقف فيه.
وإيلجي الذي قتل بالرصاص بعد أن تحدث مع الصحفيين كان يواجه محاكمة بعد أن قال إن حزب العمال الكردستاني ليس منظمة إرهابية كما تصفه الحكومة. ولكنه شجب عنف الحزب.
وقتل مئات الأشخاص منذ انهيار وقف إطلاق النار بين حزب العمال الكردستاني وقوات الأمن الكردية في يوليو تموز. وهو ما أيقظ صراعا مستمرا منذ عام 1984 راح ضحيته نحو 40 ألفا.
ومن المرجح أن يؤجج قتل إيلجي الاضطرابات في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية.
وفرض حظر تجول في منطقة سور بدياربكر حيث وقع الهجوم. وواصلت قوات الأمن يوم الأحد عملياتها لرد قوات جناح الشباب التابع لحزب العمال على أعقابها فأزالت المتاريس ودفنت الخنادق. وسمع دوي انفجارات وإطلاق نار في بعض الأحيان.
وشارك نواب من حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد وزعماء من نقابة المحامين بتركيا في الجنازة.
وبدأ أربعة محققين العمل من أجل تحديد ما إذا كانت الوفاة اغتيالا أو نتيجة وجود إيلجي في منطقة بها معركة بالأسلحة النارية. ولكن أحمد شقيق إيلجي أوضح ان شقيقه كان مستهدفا.
فقال في الجنازة "أخي ليس شهيدنا الأول ولن يكون الأخير.. قتلته الدولة لأنه مثقف كردي. لقد شهدنا عمليات قتل لمثقفين أكراد على مر التاريخ على يد الدولة. ولكننا لن نستسلم وسننتصر."