من أندرو ار.سي. مارشال
بانكوك (رويترز) - قالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن إنتاج ميانمار من الأفيون استقر للعام الثالث لكنه يمثل تحديا كبيرا لحكومة زعيمة المعارضة السابقة أونج سان سو كي الحائزة على جائزة نوبل والتي ستتولى السلطة في فبراير شباط.
وقال مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في تقرير جديد إن ميانمار أنتجت ما يقدر بنحو 647 طنا من الأفيون في 2015 لتأتي في المرتبة الثانية بعد أفغانستان.
وأضاف المكتب ان هذا الرقم جاء مماثلا للعام السابق وكذلك اجمالي المساحة المزروعة بالأفيون والتي تقدر بنحو 212 ميلا مربعا في 2015 .
وحذر جيريمي دوجلاس رئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة لمنطقة جنوب شرق آسيا من وصف ثبات المحصول بانه "نجاح".
وقال لرويترز "الإنتاج لا يزال مرتفعا .. والمزارعون المشردون الذين لا يملكون بدائل أخرى ربما يعودون لزراعة الخشخاش."
وميانمار هي منتج رئيسي ليس للأفيون ومخدر الهيروين الذي يستخلص منه فحسب بل أيضا لعقار ميثامفيتامين الذي يشيع إدمانه على نطاق واسع والمعروف في اسيا باسمه التايلاندي "يا با" أو "عقار الجنون".
ويبلغ حجم هذه التجارة غير المشروعة مليارات الدولارات ويغذيها الفقر والصراع والطلب من الصين.
وتشكل المخدرات اختبارا مرتقبا لحزب الرابطة القومية من أجل الديمقراطية بزعامة سو كي الذي سيتولى قريبا حكم دولة واسعة وفقيرة وهشة بعد الفوز الساحق في انتخابات الشهر الماضي.
وقال دوجلاس "اذا وضعنا في الاعتبار حجم التحدي .. تنتظرها مهمة كبيرة. هو أمر لن يتم إصلاحه في يوم."
وتضمن البرنامج الانتخابي للحزب إشارتين عابرتين فقط للمخدرات.
وقال وين هتين الزعيم البارز في الحزب لرويترز "نعترف بوجود هذه المشكلة لكننا مشغولون للغاية بالإعداد لانتقال السلطة ولا تسنح الفرصة للتفكير جديا بالأمر الآن."
وقال إن سو كي طالما تناولت قضية المخدرات في كلماتها.
وحتى بعد تولي حكومة الرابطة القومية من أجل الديمقراطية سيظل الجيش هو المسيطر الرسمي على وزارات الدفاع وشؤون الحدود والشؤون الداخلية وهي جميعها اذرع حيوية لمكافحة المخدرات.
وتنتج معظم المواد المخدرة في المناطق الحدودية التي تسيطر عليها جيوش المتمردين العرقية أو جيش ميانمار والميليشيات الحليفة.
وتشكل ميانمار ولاوس وتايلاند ما يسمى "المثلث الذهبي" الذي يتحكم في ثلث تجارة الأفيون بالعالم.
وقال مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة إن المنطقة التي يزرع بها الأفيون في لاوس ظلت ثابتة أيضا عند 22 ميلا مربعا في 2015 .
ويذهب معظم إنتاج أفيون "المثلث الذهبي" إلى الصين لكنه يظل متوفرا بشكل كبير في ميانمار حيث يشيع إدمانه ويحمل كثير من المتعاطين للمخدر فيروس (اتش.آي.في) المسبب للايدز.
ويخشى الخبراء من أن تشهد ميانمار قريبا انفجارا في استخدام عقار ميثامفيتامين الذي يشيع بالفعل في باقي أنحاء آسيا.