من ستيفان نبيهاي وسليمان الخالدي
جنيف/عمان (رويترز) - حثت الأمم المتحدة الأردن يوم الثلاثاء على السماح بدخول 12 ألف لاجئ سوري تقطعت بهم السبل على الحدود في ظل أوضاع انسانية متردية وعرضت المساعدة في تعزيز الأمن عند نقاط التسجيل.
وقالت المنظمة الدولية إن السوريين يلوذون بالفرار من تصاعد الضربات الجوية على بلادهم ومن الاجراءات العقابية التي يطبقها تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد على المدنيين في شمال البلاد ومنها الزواج القسري وقطع الرؤوس والجلد.
وقال مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن عدد اللاجئين عند الحدود الشمالية الشرقية النائية لسوريا مع الأردن حيث يتجمع كثيرون قرب جدار أو ساتر ترابي قفز من 4000 إلى 12 الفا في الأسابيع الأخيرة.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الأردن يعرض حياة الكثير من المدنيين للخطر بمنعه دخول 12 ألف لاجئ تقول إن معظمهم من النساء والأطفال.
وقال نديم حوري نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في هيومن رايتس ووتش في البيان "يجب على الأردن أن يتوقف على الفور عن ترك الناس في المناطق الحدودية النائية وأن يعمل فورا على فحصهم في مراكز العبور القانونية في البلاد."
وأرجع عمال إغاثة واثنان من المسؤولين الأردنيين المشاركين في عمليات الاغاثة الزيادة المفاجئة في عدد اللاجئين عند الحدود إلى القصف الروسي لمناطق تسيطر عليها الدولة الإسلامية في شرق حمص مثل تدمر وفي محافظة الرقة بما فيها المدينة.
ورفض مسؤول أردني التعليق.
وقالت ميليسا فليمنج المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "يشمل (العدد) مسنين وأشخاصا مرضى وجرحى. ويشمل أطفالا ونساء واخرين من الضعفاء الذين في حاجة ماسة للمساعدة."
وأضافت "نشعر بالقلق لان نساء (حوامل) وضعن مواليدهن عند الساتر الترابي في اوضاع غير صحية تماما."
تصاعد المشكلات الصحية
أفادت تقارير بظهور العديد من المشكلات الصحية بين اللاجئين مثل التهابات الجهاز التنفسي والتهابات المعدة والأمعاء والأمراض الجلدية مثل الجرب. وهناك دلائل على تعرض الاطفال لسوء تغذية حاد وانتشار الاسهال.
وقالت فليمنج إن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تناشد الأردن السماح بدخول الحالات الصعبة.
ويقول دبلوماسيون إن عدد اللاجئين في الأردن تراجع بشدة في آخر 18 شهرا مع عودة عشرات الآلاف إلى سوريا أو الهجرة بينما لا يسمح الآن إلا بدخول عدد صغير.
وأغلق المسؤولون الأردنيون عشرات المعابر الحدودية غير الرسمية منذ مايو أيار 2013 وتقول المملكة إنها لا تستطيع استيعاب المزيد من اللاجئين بعد أن وصلت إلى الحد الاقصى بالنسبة لها.
وتقول المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إن الأعداد التي تدخل إلى الأردن تراجعت إلى أقل من 50 في اليوم هذا العام.
وقالت فليمنج إن الأردن ما زال يستضيف 632228 لاجئا سوريا وهو ما يضغط بشدة على بنيته التحتية واقتصاده.
وأضافت أن الأردن لديه مخاوف أمنية مشروعة ولكن يمكن معالجتها من خلال تقييم ملائم لكل قضية وان المفوضية مستعدة لتعزيز الامن في منطقة التسجيل عند مخيم الأزرق في الأردن لاتاحة عملية فحص شاملة.
وقالت فليمنج "اذا لم يتم السماح للاجئين بدخول الأردن ولم تتوفر مساعدات اضافية فإن حياة اللاجئين ستكون في خطر في الأشهر القادمة."