من نوح بروانينج
غزة (رويترز) - اختبأ الفلسطينيون في غزة خوفا على حياتهم في حين دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الى مواصلة التحدي بعدما أرسلت اسرائيل قواتها البرية الى القطاع ذي الكثافة السكانية العالية يوم الخميس بعد تبادل إطلاق النار عبر الحدود على مدى أسبوع.
وهجر السكان الشوارع التي تكون عادة مزدحمة بعد ليلة محمومة من القصف. واقتربت السفن التي تطلق نيران الأسلحة الآلية من شاطىء القطاع المطل على البحر المتوسط وأضاءت قذائف المدفعية السماء باللون البرتقالي كل بضع ثوان واهتزت المباني نتيجة الهجمات الجوية.
ذهبت مجموعات صغيرة من الرجال لأداء صلاة الجمعة في مدينة غزة على الرغم من أصوات طلقات المدفعية الإسرائيلية.
وقال يوسف الحايك (60 عاما) وقد ارتدى جلبابا ابيض وحمل مسبحة "نحن مرعوبون. أسرتي كلها تسمع تساقط القنابل حولنا ومن الممكن ضربنا في أي وقت. نشعر أنه لا يوجد ما يمكننا أن نفعله لحماية أنفسنا."
وأضاف "كل شيء بيد الله. الغزو كان متوقعا ولكن لم يتضح بعد كيف سينتهي. نأمل التوصل الى تهدئة."
ومن بين 23 فلسطينيا قتلوا اثناء الليل بعد أن أعلنت إسرائيل بدء العمليات البرية لتدمير الأنفاق التي يستخدمها النشطاء سقط ثلاثة ابناء عمومة تتراوح أعمارهم بين 4 و26 عاما هم محمد ومحمد وعلي انطيز.
وقال قريب لهم لرويترز خلال جنازتهم إنهم كانوا قد فروا مع أسرهم من نيران الدبابات الإسرائيلية في بلدة حدودية شرقية ليقتلوا حين قصف المنزل الذي فروا اليه.
ويقول مسعفون فلسطينيون إن 222 من جملة 260 قتلوا في غزة من المدنيين بينهم 40 طفلا.
وقالت حماس إنها ترحب بالتوغل البري الإسرائيلي وتتطلع الى قتل واختطاف جنود. ويقول الجيش الإسرائيلي إن أنظمة دفاعه الصاروخي دمرت الكثير من 1400 صاروخ أطلقتها حماس حتى الآن. ولم يقتل سوى مدني إسرائيلي كما قتل جندي خلال التوغل.
وقال ابو عبيدة المتحدث الملثم باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس الاسبوع الماضي عن تهديد اسرائيل بشن هجوم بري "اتتوعدونا بما ننتظر؟ اما والذي رفع السماء بلا عمد فإن نواضح غزة تنتظركم تحمل الموت الزؤام."
وقال "سيرى العالم جماجم جنودكم يدوسها أطفال غزة بأقدامهم الحافية وسنجعل منها فرصة للأمل المنشود لأسرانا" مشيرا الى امل النشطاء في خطف الجنود الإسرائيليين ومبادلتهم بسجناء فلسطينيين.
وتقول اسرائيل إنها تواجه صعوبات لتفادي سقوط قتلى بين المدنيين وإنها لا تستهدف الا النشطاء وأسلحتهم لكن هذا ليس سهلا لأنها تقول إن الأطقم التي تطلق الصواريخ تستخدم المناطق السكنية للاحتماء من عدو يفوقها من حيث القوة العسكرية بفارق كبير.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الجمعة "جيش الدفاع الإسرائيلي يتحلى بأخلاقيات فريدة ولا يتطلع الى إصابة ولو بريء واحد. مجرد واحد. لا نتحرك الا ضد الاهداف الإرهابية ونأسف لإلحاق أي أذى بالمدنيين بطريق الخطأ."
ويحذر الجيش الإسرائيلي سكان المنازل الفلسطينية المستهدفة من الغارات الجوية الوشيكة عن طريق الاتصال بهم هاتفيا وإسقاط قنابل لا تحمل شحنات ناسفة على أسطح منازلهم وتوزيع منشورات في الأحياء المعرضة للخطر.
واقتحمت إرسال قناة الأقصى التلفزيونية التابعة لحماس أكثر من مرة لبث التحذيرات لكن المناطق التي ذكرت حتى الآن يعيش بها مئات الآلاف من السكان. وفي حين أن نحو 30 الفا فروا مؤقتا الى مراكز إيواء أعدتها الأمم المتحدة فإن كثيرين يؤكدون أنهم سيبقون في أماكنهم.
وقال فارس عريان وهو صاحب متجر من بلدة بيت لاهيا بشمال غزة "من المستحيل أن يهرب كل من هم بمنطقتي. الى أين سيذهبون جميعا؟"
وأضاف "القذائف كانت تسقط كل ثانية تقريبا. لا اذهب الا من المتجر الى منزلي. لا ندري ماذا يحدث وماذا نتوقع. نخشى أن يزداد الوضع سوءا."
وفي حين أن قيادات حماس اختبأوا واختفى مقاتلوها في مخابىء على الخطوط الأمامية فإن وسائل الإعلام التابعة لحماس دعت للتحلي بالشجاعة وحاولت تأهيل سكان غزة لمعركة طويلة.
وقال مذيع في راديو الأقصى التابع لحماس بصوت يملؤه الفخر إن هذه الحرب التي يديرها "أبطال" القسام تجري فوق الأرض وتحت الأرض وأضاف أنهم حققوا انتصارات عظيمة وأن العدو تكبد خسائر فادحة.
وأضاف أنه يجب على الناس أن يدركوا كل هذا مهما حاولت إسرائيل إضعاف الروح المعنوية وعلى الرغم من الحرب النفسية التي يمارسها "هذا العدو".
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)