قاعدة جمبيري للعمليات المتقدمة (أفغانستان) (رويترز) - قال الجنرال جون نيكلسون القائد الجديد للقوات الأمريكية في أفغانستان لرويترز يوم الاثنين إن القتال العنيف وسقوط عدد لم يسبق له مثيل من القتلى والمصابين في صفوف القوات الأفغانية في عام 2015 عرقل جهود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لتدريب قوة أفغانية معتمدة على نفسها.
وتأثير العنف في 2015 والطبيعة المتغيرة للعدو الذي تواجهه القوات الأفغانية سيكون جزءا هاما من تقييم مبدئي للأوضاع في أفغانستان يجريه الجنرال نيكلسون.
وقال نيكلسون في أول مقابلة له منذ توليه منصبه قائدا للقوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الشهر الماضي "تداخلت فترة القتال العنيف مع التعثر البسيط الذي واجهناه. ولابد أن نعيد النظر في افتراضاتنا المتعلقة بالأطر الزمنية بناء على العدد المرتفع من القتلى نتيجة القتال."
وأضاف "ليس ارتفاع عدد القتلى فقط هو ما يستلزم استبدال وإعادة تدريب."
وقال "هناك أيضا حقيقة أننا اضطررنا لوقف التدريب والقتال طوال العام. لذلك هذا جعلنا نتخلف عن توقعاتنا فيما يتعلق بنمو وزيادة كفاءة الجيش والشرطة الأفغانيين."
وأنهى نيكلسون ثلث التقييم الذي يستغرق 90 يوما وسيقدمه لواشنطن خلال يونيو تموز.
وقد يكون هذا هو التقييم الأهم منذ توصية الجنرال ستانلي ماكريستال "بزيادة" عدد القوات في 2009 وهو ما رفع عدد القوات الأمريكية إلى 100 ألف جندي ورفع عدد قوات حلف شمال الأطلسي إجمالا إلى 140 ألف جندي تقريبا.
ووفقا للإطار الزمني الحالي سينخفض الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان من 9800 جندي في الوقت الحالي إلى 5500 جندي بحلول بداية عام 2017 ما لم يحدث تغيير واضح في تفكير واشنطن.
وقد يتأثر الالتزام بهذا الإطار الزمني بنجاح البعثة في تدريب الجنود الأفغان وقوات الشرطة وبناء قوة جوية كفء لدعمهم.
ولم يتحدث نيكلسون عن توصياته بشأن أعداد القوات مستقبلا.
ودفعت مكاسب طالبان ومنها سيطرتهم لفترة قصيرة على مدينة قندوز الهامة شمال البلاد في العام الماضي سلفه الجنرال جون كامبل للتوصية بالتخلي عن خطط خفض أعداد القوات الأمريكية منذ بداية عام 2016 والإبقاء بدلا من ذلك على قوة قوامها 9800 جندي قبل خفض العدد مع بداية العام المقبل.
واعتزم الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البداية خفض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان في العام الحالي وخفض القوات المتمركزة في السفارة الأمريكية في كابول إلى 1000 فقط بحلول بداية عام 2017.
*خسائر فادحة
قال نيكلسون إن القوات الأفغانية خسرت 5500 شخص في القتال وأكثر من 14 ألف مصاب خلال عام 2015 وهو ما أثر بوضوح على بعثة التدريب والمساعدة التي تقودها الولايات المتحدة.
وقال نيكلسون بعد تفقد قاعدة جمبيري للعمليات المتقدمة في إقليم لغمان شرق البلاد وهي واحدة من أربع قواعد تدريب أساسية "هذا يعد صدمة هائلة لأي جيش بما في ذلك جيش شاب مازال ينمو. لكنهم لم ينكسروا."
وقال تقرير صدر مؤخرا عن المفتش الأمريكي العام المختص بإعمار أفغانستان إن من غير المرجح تطوير قوة "قوية ومستدامة" بدون وجود قوي للقوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي.
وقال نيكلسون إن القتال العنيف في 2015 والخسائر في الأرواح التي تكبدتها القوات الأفغانية ستكون ضمن الظروف التي سيأخذها زعماء حلف شمال الأطلسي في الاعتبار عندما يقررون موعد الانسحاب.
وأضاف نيكلسون إن هناك حاجة "لمزيد من الأعوام" لتوسيع نطاق وتدريب القوات الجوية الأفغانية الوليدة التي تشارك معها الطائرات الأمريكية وطائرات حلف شمال الأطلسي في عمليات أقل الآن. وهذه الجهود بدورها تضررت بسبب القتال العنيف في 2015.
وقال "يذهب الطيارون الذين ندربهم مباشرة إلى القتال. والقتال يؤثر على السرعة التي يمكننا بها تدريب وإعداد القوات الجوية ميدانيا."
وأضاف "حتى تصبح القوة الجوية مستعدة ميدانيا بشكل كامل سيظل الأفغان في مواجهة مخاطر متزايدة."
(إعداد مروة سلام للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)