برلين (رويترز) - تقدم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشكوى ضد إعلامي كوميدي ألقى قصيدة تسخر منه وتحتوي على إيحاءات جنسية صريحة في التلفزيون الألماني مما تسبب في إحراج المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي طلبت لتوها مساعدة الرئيس التركي في مواجهة أزمة اللاجئين.
وتطورت واقعة إلقاء مقدم البرامج الساخر يان بومرمان للقصيدة التي بدت استفزازا متعمدا لتتحول إلى قضية دبلوماسية تتعلق بقيم احترام حرية التعبير الأصيلة في أوروبا في مواجهة خطوات اتخذها إردوغان في الآونة الأخيرة ويقول منتقدون إنها إجراءات ضد معارضيه.
وقالت ميركل يوم الثلاثاء إن ألمانيا ترغب في إيجاد حل لأزمة المهاجرين لكن هذا الأمر لا علاقة له بحرية الفن.
وأضافت ردا على سؤال بشأن الشكوى المقدمة ضد بومرمان "أريد أن أؤكد مجددا ما أكدته أمس- لدينا قيم أساسية في الدستور تشمل المادة الخامسة وهي حرية الرأي وحرية العلم وبالطبع حرية الفن.
"الفن وهذه القيم الأساسية مكفولة بغض النظر عن أي مشاكل سياسية نناقشها معا بما في ذلك قضية اللاجئين وأعتقد أن من مصلحة تركيا والاتحاد الأوروبي وألمانيا أيضا إيجاد حل سياسي لها."
وقال مكتب المدعي العام في مدينة ماينتس بغرب ألمانيا إن إردوغان قدم الشكوى عبر محامين ضد الإعلامي الساخر يان بومرمان واتهمه بإهانته. ويقدم بومرمان برنامج (نيو ماجاتسين رويال) الذي يذاع في وقت متأخر من الليل على قناة (زد.دي.إف) التلفزيونية العامة.
وفي حلقة البرنامج التي أذيعت في 31 مارس آذار قرأ بومرمان قصيدة عن إردوغان تضمنت إيحاءات جنسية صريحة واتهامات للرئيس التركي بقمع الأقليات وإساءة معاملة الأكراد والمسيحيين.
وأشار بومرمان قبل أن يقرأ القصيدة إلى أغنية ساخرة أذيعت على قناة (ان.دي.ار) التلفزيونية وتهكمت على إردوغان بسبب معاملته المتسلطة للصحفيين. ودفعت تلك الأغنية تركيا إلى استدعاء السفير الألماني لتقديم تفسير رغم أن ألمانيا رفضت الاعتراضات التركية.
وقال بومرمان إن الأغنية التي أذيعت على تلفزيون (ان.دي.ار) تندرج في إطار حق حرية الفن وحرية الصحافة وحرية الرأي.
وقال ممثلو الادعاء إن شكوى إردوغان ستفحص في إطار تحقيق جار. وبدأ الادعاء بالفعل استجواب بومرمان للاشتباه بارتكابه جريمة "الإساءة إلى هيئات وممثلي دول أجنبية" بعد أن قدم أكثر من 20 شخصا شكاوى.
ويوم الاثنين قال المتحدث باسم ميركل إن برلين تدرس طلبا رسميا تقدمت به تركيا لمقاضاة بومرمان وإنها ستتخذ قرارا بهذا الصدد خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأبلغت ميركل التي قادت جهود الاتحاد الأوروبي لضمان مساعدة تركيا في التعامل مع أزمة المهاجرين رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو خلال محادثة هاتفية بأن القصيدة كانت "إساءة متعمدة".
وقال فولفجانج كوبيكي العضو البارز في الحزب الديمقراطي الحر لإذاعة (ان.دي.ار) إنه إذا قررت الحكومة رفض طلب تركيا مقاضاة بومرمان فإن ميركل ستواجه خطر تدهور العلاقات الدبلوماسية مع تركيا.
وأضاف "وإذا أيدت الحكومة الطلب فسيكون هناك رد فعل داخلي ضخم." وقال إن القصيدة في رأيه كمحام متمرس "كريهة" لكنها لا تخرج عن حدود حرية الفن.
وقادت ميركل جهود الاتحاد الأوروبي لضمان مساعدة تركيا في التعامل مع أزمة المهاجرين إلى أوروبا لذلك تأتي قضية بومرمان في وقت غير مناسب بالنسبة لها.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)