هونج كونج (رويترز) - تجمع مئات المحتجين من جديد في وسط هونج كونج يوم الجمعة لمواصلة حملتهم من اجل تحقيق الديمقراطية بعد يوم من رفض الحكومة اجراء محادثات مع قادة الطلبة الذين يتزعمون الاحتجاجات وسط أزمة مستمرة منذ أسبوعين هزت المدينة التي تعد مركزا رأسماليا في الصين الشيوعية.
وأصيبت حركة المرور بالشلل بعد أن حضر العشرات ومعهم خيام مما يشير إلى أنهم يستعدون لاعتصام طويل بالرغم من دعوة الشرطة إلى إزالة العقبات التي اعترضت الطرق الرئيسية المؤدية إلى حي المال في وسط المدينة.
وقالت الشرطة إنها قد تتخذ إجراء في الوقت المناسب دون أن تحدد طبيعته.
وقالت وونج لاي-وا (23 عاما) "أقمت خيمتي هنا تحت الجسر وساتقدم لاحتلال الشارع عندما أتمكن من هذا." ومضت تقول "قد اضطر إلى العودة للدراسة أثناء اليوم لكني سأبذل كل جهد ممكن من أجل العودة إلى هنا."
والمحتجون مجهزون بشكل جيد للاعتصام. وأقاموا حمامات مؤقتة ونصبوا خياما للمبيت.
وجاء قرار الحكومة أمس الخميس إلغاء المحادثات مع الطلاب والتي كانت مقررة اليوم الجمعة في الوقت الذي طالب فيه نواب ديمقراطيون ضباط مكافحة الكسب غير المشروع بالتحقيق في حصول ليونج تشون-ينج حاكم المدينة الموالي لبكين على 6.4 مليون دولار أثناء توليه السلطة.
وكشفت مجموعة فيرفاكس ميديا الاسترالية هذا الأسبوع أن شركة هندسية استرالية دفعت هذا المبلغ لليونج.
وقال جوشوا وونج (17 عاما) الذي يرأس مجموعة تمثل طلبة المدارس الثانوية "بالتأكيد سيكون هناك زحام في وقت لاحق اليوم في أدميرالتي بعد أن يخرج الناس من أعمالهم وينهي التلاميذ دراستهم."
ويضم حي ادميرالتي بوسط هونج كونج المباني الحكومية وهو موقع الاحتجاج الرئيسي من أجل الضغط على الحكومة للموافقة على اجراء انتخابات عامة.
ويحكم زعماء الحزب الشيوعي الصيني هونج كونج بسياسة "بلد واحد ونظامين" التي تتيح للمدينة حكما ذاتيا واسعا وحريات لا تتوافر في البر الرئيسي.
لكن بكين اتخذت قرارا في 31 أغسطس آب بأن تدقق في المرشحين الراغبين في خوض انتخابات لاختيار الرئيس التنفيذي للمدينة في 2017 في خطوة يقول المطالبون بالديمقراطية إنها ستجعل مسألة الاقتراع العام بلا معنى.
وقالت كاري لام ثاني أكبر مسؤولة في حكومة هونج كونج إن الدعوة لإجراء محادثات مع الطلاب ألغيت لأن مطالب الطلبة باجراء الاقتراع العام لا يتفق مع دستور هونج كونج وما وصفته بالاحتلال غير المشروع لأجزاء من المدينة والدعوات الجديدة للاحتشاد.
ووصفت الصين الاحتجاجات يوم الجمعة بأنها غير مشروعة وانتقدت الكونجرس الأمريكي لارساله رسالة خاطئة للمحتجين في خطوة اعتبرتها بكين "هجوما متعمدا" عليها.
وتراجع أعداد المحتجين إلى بضع مئات في مواقع حول المدينة لكن الناشطين تمكنوا من مواصلة حصارهم لبعض الطرق الرئيسية.
وقال جون وونج وهو طالب جامعي عمره 18 عاما في موقع الاحتجاج الرئيسي في حي ادميرالتي بوسط هونج كونج "هذا أمر علينا ان نفعله ونحن صغار. انه ألم نشعر به لفترة قصيرة من أجل مكاسب طويلة."
وذكرت وسائل إعلام محلية أن أحد زعماء الطلبة قال إن المحتجين سيبحثون إنهاء إغلاقهم بعض الطرق إذا سمحت لهم الحكومة باستخدام ساحة سيفيك سكوير المجاورة لمقار الحكومة في أدميرالتي.
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير سها جادو)