من ستيفن كالين
بغداد (رويترز) - أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الجمعة قوات الأمن بتخفيف القيود على دخول المواطنين إلى المنطقة الخضراء الخاضعة لحراسة مشددة في بغداد في محاولة لتحسين ظروف الحياة اليومية للمواطنين العراقيين بينما اندلعت احتجاجات جديدة في أجزاء مختلفة من البلاد.
واحتشد عشرات الآلاف في ساحة التحرير في بغداد يوم الجمعة فيما وصفه مسؤول أمني بأنه أكبر احتجاج في الصيف الحالي. وتظاهر آلاف آخرون في النجف والبصرة ومدن أخرى بمعاقل الشيعة في جنوب العراق بعد دعوة لرجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر.
وتركزت مطالب المحتجين على تشجيع العبادي على الإسراع بتطبيق الإصلاحات ومحاكمة المسؤولين الفاسدين وخفض سيطرة الأحزاب ذات النفوذ على الحكومة بعد أن كانت مظاهراتهم في البداية تهدف إلى تحسين إمدادات الكهرباء وسط موجة شديدة الحرارة.
وقال مازن الاشيقر وهو أحد قيادات المجتمع المدني في المظاهرة ببغداد إن ما فعله العبادي حتى الآن هي مجرد إصلاحات عادية وليست الإصلاحات الحقيقية التي يتطلع لها معظم العراقيين. وأضاف أن العبادي يحاول بجد شديد لكنه يعتقد أن عليه بذل المزيد من الجهد.
واستجابة للاحتجاجات يجري العبادي إصلاحات لنظام يقول إنه حرم العراقيين من الخدمات الأساسية وقوض محاربة تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد.
وأعلن العبادي عن عدة إجراءات هذا الشهر لمكافحة الفساد وسوء الإدارة منها إلغاء مناصب حكومية كبيرة وخفض أعداد الحراس لكبار المسؤولين وتشجيع إجراء تحقيقات في قضايا الفساد.
واصدر توجيهات لقادة الجيش يوم الجمعة بتخفيف القيود على دخول المدنيين إلى المنطقة الخضراء التي يوجد بها الكثير من المباني الحكومية وعدة سفارات غربية.
وتقع المنطقة التي تبلغ مساحتها عشرة كيلومترات مربعة على نهر دجلة وكانت ذات يوم تضم مقر قيادة قوات الاحتلال الأمريكي ومن قبله أحد قصور صدام حسين.
وتغلق نقاط التفتيش والحواجز الخرسانية الجسور والطرق السريعة المؤدية إلى المنطقة وهو الأمر الذي يرمز للانفصال بين القيادة العراقية وشعبها ويلحق ضررا بالغا بحركة المرور بالمدينة التي يبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة.
كما أمر العبادي بإلغاء المناطق المحظورة التي تغلقها فصائل وأحزاب سياسية في بغداد ومدن أخرى نتيجة لتفجيرات السيارات الملغومة على مدى سنوات.
*مخاوف أمنية
ودعا العبادي في بيان على الإنترنت إلى "وضع خطط لحماية المواطنين والمراجعين إلى دوائر الدولة من استهداف الإرهاب" لكنه لم يحدد إجراءات أو جدولا زمنيا معينا.
وتعهد العبادي في نوفمبر تشرين الثاني بإزالة الحواجز الخرسانية من العاصمة لكن هذه الحواجز مازالت تقيد الحركة في مناطق كثيرة. وتمكن رئيس الوزراء من الحد من الدور الأمني الذي يلعبه الجيش في المدينة ورفع حظرا للتجول ليلا.
ومازالت العاصمة العراقية تشهد تفجيرات يعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الكثير منها.
وقالت مصادر بالشرطة ومصادر طبية إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا صباح الجمعة في تفجير بحي الزعفرانية في جنوب بغداد. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من شمال وغرب العراق في بيان على الإنترنت مسؤوليته عن التفجير الذي استهدف مقرا للشرطة.
وشددت الإجراءات الأمنية المحيطة باحتجاجات يوم الجمعة وحلقت طائرات هليكوبتر فوق المنطقة. وخلال الاحتجاج في بغداد أصيب أربعة أشخاص على الأقل في اشتباكات وألقت قوات الأمن القبض على مجموعة من الشبان كانوا يحملون أسلحة.
وحذر حامد المطلق عضو اللجنة الأمنية بالبرلمان العراقي من عناصر لم يسمها قال إنها تريد تقويض قوة الدفع نحو الإصلاح ودعا العبادي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة.
وقال لقناة العربية إن على العبادي أن يكون واضحا وصريحا ومحددا وجريئا وإنه يجب أن يحدد اسماء الفاسدين ويحيلهم للقضاء ويقيلهم.
*وعود سابقة
وأمر العبادي أيضا يوم الجمعة بتشكيل لجنة قانونية "لمراجعة بيع وإيجار وتمليك عقارات الدولة في بغداد والمحافظات... وإعادة الأموال التي تم الاستيلاء عليها خارج السياقات القانونية إلى الدولة."
ويقول مسؤولون إن بعض المسؤولين أساءوا استغلال صلاحياتهم وخصصوا عقارات مملوكة للدولة للاستخدام الشخصي.
ودعا المرجع الشيعي الأعلى آية الله على السيستاني رئيس الوزراء إلى "الضرب بيد من حديد" على الفساد.
وحذر المحتجين من أن تلهيهم الأهداف الشخصية عن مطالبهم بينما دعا الساسة إلى تقديم نتائج ملموسة للإجراءات الإصلاحية.
وقال السيستاني في خطبة الجمعة التي ألقاها متحدث باسمه إن المواطنين العراقيين تلقوا وعودا فيما سبق ولم يجدوا شيئا على أرض الواقع يحل المشاكل التي عانوا منها لفترة طويلة جدا وأضاف أنهم يعتبرون أن تلك الوعود لا تهدف إلا لتخفيف معاناتهم مؤقتا.
وقال مسؤولون محليون إن محافظي المثنى والقادسية بجنوب العراق المنتج للنفط عرضا الاستقالة من منصبيهما بعد مزاعم بارتكاب مخالفات مالية وإدارية. ولم يتضح على الفور متى سيتركان منصبيهما.