💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

المصريون ينتخبون برلمانا طال انتظاره وسط إقبال منخفض

تم النشر 18/10/2015, 23:39
© Reuters. المصريون ينتخبون برلمانا طال انتظاره وسط إقبال منخفض

من أحمد أبو العينين وإيرك كنيكت

القاهرة (رويترز) - توجهت أعداد قليلة من المصريين يوم الأحد إلى مراكز الاقتراع للتصويت في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية التي يقول الرئيس عبد الفتاح السيسي إنها خطوة مهمة نحو الديمقراطية ويقول معارضوه إنها ستأتي بمجلس نواب يصدق فقط على قراراته.

وفي وجود العديد من المعارضين خلف القضبان يقول المنتقدون إن من غير المرجح أن يشكل مجلس النواب عائقا للسيسي الذي كان قائدا للجيش ووزيرا للدفاع حين أعلن عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.

ومصر بلا برلمان منذ عام 2012 عندما أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقت أن كان يدير شؤون البلاد بعد انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس حسني مبارك عام 2011 قرارا بحل مجلس الشعب الذي كانت تهيمن عليه أغلبية إسلامية. وصدر قرار حل المجلس تنفيذا لحكم أصدرته المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون انتخابه.

وكان ذلك البرلمان أحد أهم نتائج الانتفاضة التي أطاحت بمبارك بعد ثلاثة عقود قضاها في الحكم.

وبعد عزل مرسي شنت الحكومة أعنف حملة أمنية على جماعة الإخوان المسلمين ومعارضين ليبراليين.

وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها في التاسعة مساء يوم الأحد بالتوقيت المحلي (0700 مساء بتوقيت جرينتش). وسيستأنف التصويت يوم الاثنين وهو اليوم الثاني والأخير في التصويت خلال المرحلة الأولى للانتخابات التي تجرى في 14 محافظة.

وستجرى المرحلة الثانية والأخيرة يومي 22 و23 نوفمبر تشرين الثاني المقبل في 13 محافظة أخرى.

وقال القاضي عمر مروان المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات في مؤتمر صحفي بعد غلق اللجان أبوابها "لم تصدر أي بيانات أو معلومات عن نسبة المشاركة في التصويت."

وأضاف "لا يمكن حصر عدد المشاركين في اليوم الأول."

وفي وقت سابق يوم الاحد نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مروان قوله إن بعض المحافظات مثل الإسكندرية والجيزة وأسيوط شهدت إقبالا الناخبين.

وأضاف أن بقية محافظات المرحلة الأولى "شهدت إقبالا ما بين المتوسط أو الأقل من المتوسط حتى الساعة الثانية والنصف ظهرا."

لكن أظهرت زيارات قام بها مراسلون لرويترز لعدد من مراكز الاقتراع ولقطات فيديو بثها التلفزيون الرسمي إقبالا ضعيفا وحماسا باهتا من الناخبين.

ويتناقض ذلك مع مشاهد الطوابير الطويلة والتكدس داخل وخارج اللجان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في أواخر عام 2011 وبدايات عام 2012.

وفي محاولة على ما يبدو لجذب الناخبين للمشاركة في التصويت قال التلفزيون المصري إن مجلس الوزراء قرر منح العاملين بالدولة عطلة لنصف يوم يوم الاثنين "لإتاحة الفرصة أمام الناخبين للتصويت".

وأغلب الناخبين الذين التقت بهم رويترز كانوا من كبار السن ومن مؤيدي السيسي الذي حقق قدرا من الاستقرار للبلاد بعد سنوات من الاضطراب السياسي لكنه يواجه اتهامات من قبل جماعات حقوق الإنسان بسحق المعارضة. وتنفي حكومته ارتكاب أي انتهاكات.

وقال القاضي محمد رأفت الذي يترأس لجنة انتخابية في حي الدقي بالجيزة إن نسبة الإقبال 10 بالمئة.

وأضاف في الساعات الأولى لفترة المساء والتي كان يزيد فيها الاقبال عادة إن أغلب الناخبين من كبار السن بينما غاب الشباب عن التصويت.

ودخل ناخب وناخبة فقط مع فتح أبواب لجنة مدرسة الشهيد العميد عامر عبد المقصود الابتدائية المشتركة بمدينة الجيزة المجاورة للقاهرة. وجاءت عجوز ترتدي ملابس سوداء وأخذت ترقص وتحث ركاب السيارات والمارة على التصويت بينما هتفت رفيقة لها "تحيا مصر".

وتوافد عدد من الناخبين من كبار السن بعد نحو ثلث ساعة من فتح أبواب اللجنة. وقالت فايقة محمد (68 عاما) وهي تدخل اللجنة "لازم انزل وأشارك وأدلي بصوتي وإلا أكون مقصرة في حق البلد."

وأبدى شباب مقاطعون للانتخابات شيئا من السخرية.

وقال أحمد مصطفى (25 عاما) الذي يعمل في معمل تحاليل "لن تحدث فرقا.. إنها فقط للاستعراض ولإظهار أننا في ديمقراطية وأن لدينا انتخابات .. أي كلام."

وأضاف "معظم الناس من جيلنا يشعرون بنفس الأمر: أن كل هذا مجرد استعراض."

ويتفق معه أحمد إبراهيم وهو محاسب يبلغ من العمر 34 عاما.

"الشباب في مصر.. طموحنا في 2011 أننا سنبني البلد لكن سرقت مننا فجأة."

وأضاف "99 بالمئة من أصدقائي لن يصوتوا."

وحث السيسي المصريين يوم السبت على المشاركة في الانتخابات وطالب قوات الشرطة والجيش ببذل الجهد لتأمينها.

وشددت الحكومة الإجراءات الأمنية في وقت تشهد فيه البلاد أعمال عنف من قبل جماعات متشددة على رأسها جماعة ولاية سيناء التي تتمركز في شبه جزيرة سيناء وهي ذراع تنظيم الدولة الإسلامية في مصر.

ووصل ضابط كبير من الجيش إلى إحدى لجان الاقتراع في محافظة الجيزة في موكب مكون من عشر عربات عسكرية وتفقد إجراءات تأمين الاقتراع. وتشارك قوات من الشرطة والجيش بأعداد كبيرة في تأمين لجان الانتخاب.

وللبرلمان سلطات واسعة في الدستور المعدل الذي أقره الناخبون في استفتاء قبل انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي العام الماضي. ومن الناحية النظرية بإمكان البرلمان رفض رئيس الوزراء الذي يكلفه رئيس الدولة بل بإمكان المجلس سحب الثقة من الرئيس.

لكن في وجود قادة الإخوان المسلمين ونشطاء شبان تصدروا الانتفاضة في السجن يخشى منتقدون أن ينتخب المصريون برلمانا يسير في ركاب السلطة التنفيذية.

وقالت وفاء حفني وهي مسؤولة في جماعة الإخوان المسلمين لرويترز "الانتخابات مهزلة. لا اعتقد أن أحدا في مصر يتعامل معها بجدية.. كل المرشحين مصطنعون."

وقال محمد سودان وهو عضو بارز في الجماعة "هذه الانتخابات ستأتي بمؤسسات غير شرعية ولن نشارك أبدا في مثل هذه الانتخابات."

ولا يقتصر الشعور بخيبة الأمل على الإسلاميين بل يشاركهم فيه علمانيون مؤيدون للديمقراطية في البلاد التي يعيش فيها نحو 90 مليون نسمة أعمار نصفهم أقل من 25 عاما.

وقال محمد نبيل العضو في حركة 6 إبريل التي كانت من أهم الحركات الاحتجاجية التي ساهمت في الحشد للإطاحة بمبارك وأصبحت محظورة الآن "إحنا مش مقاطعين.. إحنا غير مهتمين أصلا."

وأضاف "الشباب نزل عشان حلم وكان عنده أمل في الديمقراطية وأن احنا نبني البلد."

وكانت قوات من الجيش والشرطة تحرس مقرا انتخابيا في مدرسة بمنطقة السادس من أكتوبر التابعة لمحافظة الجيزة. ولم يتجاوز عدد الناخبين في هذه اللجنة 30 فردا في ذلك الوقت وأغلبهم من كبار السن أو متوسطي العمر.

وكانت مكبرات صوت على متن سيارات تذيع الأغاني الوطنية والأغاني المؤيدة للجيش.

وقالت فاطمة فرج وهي امرأة مسنة "أريد انتخاب الشباب. نحتاج لدماء جديدة."

وفي حي بولاق الدكرور الفقير في الجيزة كانت هناك العديد من اللافتات الانتخابية لكن كان عدد قوات الأمن والموظفين في اللجان أكبر بكثير من عدد الناخبين.

ويعتقد محللون وسياسيون أن الإقبال على الاقتراع سيكون ضعيفا في الوقت الذي استبعدت فيه جماعة الإخوان المسلمين وتمر فيه الأحزاب العلمانية بحالة ضعف نتيجة الانقسامات وأزمات التمويل.

ويتوقع عدد قليل من المحللين أن تتجاوز نسبة المشاركة ثلث عدد الناخبين.

*تحديات

يواجه السيسي العديد من التحديات من بينها انتشار الفقر وأزمة الطاقة وارتفاع نسبة البطالة وهجمات المتشددين التي أودت بحياة المئات من رجال الجيش والشرطة منذ عزل مرسي وكذلك تدهور صناعة السياحة الحيوية للاقتصاد.

وكان السيسي قد حصل على تأييد جماعات المعارضة الأخرى للإطاحة بمرسي بعد أن وعد بإجراء انتخابات تشريعية سريعة لكن الرئيس المؤقت عدلي منصور قرر إجراء انتخابات الرئاسة قبل انتخابات البرلمان التي تأجلت مرة أخرى بناء على حكم من المحكمة الدستورية العليا.

وكان المصريون في الخارج قد أدلوا بأصواتهم في سفارات بلادهم يوم السبت ويواصلون التصويت لليوم الأخير يوم الاحد.

ويقول منتقدون إن تغليب الانتخاب بالنظام الفردي يمثل عودة إلى عهد مبارك الذي نجح فيه مرشحو الحزب الحاكم باستخدام الثروة والنفوذ وهو ما أضعف أحزاب المعارضة.

وقال السياسي خالد داود "نيل عضوية البرلمان فرصة للقرب من الحكومة. الأمر كما لو كان انضماما إلى نادي الحكومة."

وأضاف "إذا كنت تريد مهابة في دائرتك احصل على عضوية البرلمان. إذا كنت رجل أعمال وتريد إنهاء صفقات احصل على عضوية البرلمان... هم لا يدخلون البرلمان ليعارضوا الحكومة."

ويتألف البرلمان الجديد من 568 عضوا منتخبا منهم 448 نائبا بالانتخاب الفردي و120 عضوا بنظام القوائم المغلقة.

ويحق لرئيس الدولة أن يضيف إليهم بالتعيين خمسة في المئة من الأعضاء على الأكثر.

وسوف تجرى انتخابات إعادة في الدوائر التي لا يفوز فيها أي من المرشحين. وينتظر أن تعلن النتائج النهائية في ديسمبر كانون الأول.

ويتوقع أن تفوز قائمة "في حب مصر" -وتضم أحزابا وسياسيين- بأغلب المقاعد التي ستنتخب بنظام القوائم وعددها 120 مقعدا.

وكانت قائمة تدعى (صحوة مصر) وتتألف من أحزاب اشتراكية وليبرالية معارضة وسياسيين مستقلين قد انسحبت من السباق الأمر الذي جعل "في حب مصر" تنفرد بالساحة.

ويخوض حزب النور السلفي الذي جاء ثانيا في انتخابات 2012 الانتخابات لكنه فقد الكثير من دعم الإسلاميين بعد موافقته على عزل مرسي.

وانضم حزب المصريين الأحرار الذي أسسه رجل الأعمال الملياردير نجيب ساويرس إلى قائمة "في حب مصر" لكن له مرشحين ينافسون على المقاعد الفردية. وبنى الحزب برنامجه على المطالبة بالإصلاح الاقتصادي. كما يسعى للحد من استخدام الدين في السياسة.

ويتوقع على نطاق واسع أن يؤيد مجلس النواب تعديل الدستور للحد من سلطاته الواسعة وتركيز السلطة في يدي السيسي.

وقال ناثان براون الأستاذ بجامعة جورج واشنطن الأمريكية "من الصعب القول بمدى خطورة مثل هذا الكلام لكنه في الحد الأدنى ينزع شرعية البرلمان حتى قبل أن ينتخب."

ويزيد عدد الناخبين الذين يحق لهم الاقتراع في محافظات المرحلة الأولى على 27 مليون ناخب.

وقال أحمد بهاء كرمي (24 سنة) "أيام الثورة (على مبارك عام 2011) كنت ببات في ميدان التحرير (بوسط القاهرة) ومفيش حاجة اتغيرت."

© Reuters. المصريون ينتخبون برلمانا طال انتظاره وسط إقبال منخفض

وأضاف "أنا شايف أن السيسي زي مبارك."

(شارك في التغطية سامح الخطيب ومحمد عبد اللاه وعمر فهمي وعلي عبد العاطيولين نويهض ومايكل جورجي- إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير سيف الدين حمدان)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.