من الكسندرا هدسون
برلين (رويترز) - أقبل الاتراك في ألمانيا على استاد الالعاب الاولمبية في برلين يوم الخميس للاستفادة من فرصة التصويت من الخارج للمرة الاولى في انتخابات يأمل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ان تجعله أول رئيس لتركيا يأتي بالانتخاب المباشر.
وتجري الانتخابات في تركيا في العاشر من أغسطس اب لاختيار رئيس من بين أردوغان ومرشحين إثنين آخرين. لكن المغتربين -الذين كان يسمح لهم في الماضي بالتصويت فقط على الحدود التركية- سيدلون بأصواتهم خلال الايام الاربعة القادمة.
وقال أردوغان -الذي هيمن على الحياة السياسية في تركيا لأكثر من عشر سنوات لكن قواعد الحزب تحظر عليه خوض الانتخابات لتولي فترة ولاية رابعة في منصب رئيس الوزراء- ان طبيعة التصويت المباشر ستضفي على الرئاسة مزيدا من النفوذ.
وتشير استطلاعات الرأي الى انه سيفوز بالاغلبية البسيطة التي يحتاج اليها في الجولة الاولى. وأظهر استطلاعان للرأي الشهر الماضي انه سيحصل على 55-56 في المئة متقدما بواقع 20 نقطة على أقرب منافسيه وهو أكمل الدين احسان أوغلو. وأصوات الاتراك في الخارج ستكون أكثر من أي وقت مضى.
ويحق لنحو 2.8 مليون تركي في الخارج منهم نحو 1.4 مليون في ألمانيا وهو عدد يماثل عدد الاصوات في خامس أكبر دائرة انتخابية في تركيا وهي أضنة. ويوجد مليون ناخب في أماكن أخرى في أوروبا وأعداد أصغر في الولايات المتحدة وآسيا وأفريقيا.
وقال نصر الدين كوج (40 عاما) الذي انتقل الى المانيا وهو طفل ويعمل عامل بناء في برلين "إنه أمر بالغ الاهمية ان يكون بالامكان التصويت في هذه الانتخابات وأن أرى أردوغان الذي فعل الكثير من أجل بلادنا يستمر."
وقال وهو يتحدث خارج استاد برلين الذي أقيم لدورة الالعاب الاولمبية في عام 1936 "إنني أعيش في المانيا لكنني مواطن تركي وأهتم كثيرا بما يحدث هناك. إنني مقتنع بأن أردوغان سيفوز في الجولة الاولى."
ويشكل الاتراك أكبر أقلية في ألمانيا نتيجة لعقود من هجرة العمال التي بدأت في عام 1961 والتي شهدت العديد من العمال الشبان يأتون من أفقر وأبعد مناطق في تركيا وهي معقل الاتجاه المحافظ حيث يستمد أردوغان أكبر دعم من السياسات ذات الجذور الاسلامية.
والان يعكس أتراك ألمانيا التنوع السياسي في تركيا حيث يمثلون جماعات اسلامية محافظة ونقابيين يساريين وأكرادا وعلمانيين.
وزار أردوغان مدينة كولونيا بغرب ألمانيا في مايو ايار وحاول كسب أصوات المغتربين في اجتماع حاشد حضره 16 ألف مؤيد وان كان عدد يقدر بنحو 45 الف احتجوا ضده. وزار صلاح الدين دمرداش مرشح الحزب المؤيد للاكراد كولونيا هذا الشهر وقال انه شعر بأنه يتمتع بتأييد قوي.
وقال أحمد باسار القنصل العام التركي في برلين "الاتراك يهتمون بالسياسة هنا لكنهم يهتمون أيضا بالسياسة في تركيا لانهم يرون مستقبلهم في البلدين."
ويتمتع أردوغان بشعبية هائلة بين السكان المحافظين في تركيا. لكنه نأى بنفسه عن آخرين من خلال ما يقول منتقدوه انها لغة ملتهبة ونعرة سلطوية يستخدمها تمثلت في حملة صارمة ضد الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العام الماضي وما أعقب ذلك من حظر لمواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك.
وبينما لا يشك كثيرون في نتيجة الانتخابات فان الاتراك في الداخل والخارج يشعرون بأن مسار بلادهم في المستقبل في خطر.
وقال ايهان لاش (74 عاما) وهو استاذ جامعي متقاعد في شيكاجو انتقل الى الولايات المتحدة عام 1965 "انني اشعر بقلق حقيقي بشأن مستقبل تركيا."
وقال "تركت تركيا منذ 50 عاما وأعتقد انه كانت هناك حريات أكثر انذاك من الحريات الان."
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)