من ايزابيل كولز
زاخو (العراق) (رويترز) - كان نحو 30 من المهاجرين الذين لقوا حتفهم في شاحنة بالنمسا في أغسطس آب أكرادا عراقيين بعضهم من زاخو المدينة الأثرية الواقعة على الحدود بين كردستان العراق وتركيا.
وكانت زاخو في التسعينات مركزا لملاذ أنشأته القوات البريطانية والأمريكية لحماية الأكراد من هجمات صدام حسين آنذاك. وفر أكثر من مليون كردي. وعندما أطيح بنظام صدام عام 2003 عاد الأكراد بأعداد كبيرة إلى بلادهم أملا في بدء حياة جديدة وربما دولة جديدة.
والآن ينزح السكان مجددا.
وقلصت الحكومة العراقية في مطلع العام الماضي نصيب الأكراد من الميزانية. وأصبحت الحياة صعبة على نحو متزايد بسبب انخفاض الأسعار العالمية للنفط وهجمات تنظيم الدولة الإسلامية والفوضى في باقي أنحاء العراق.
وقال ايدين حسن (27 عاما) "كنت حتى العام الماضي أظن أنني لن أغادر كردستان أبدا. لكن الأمور تدهورت كثيرا حتى لم يبق لي شيء هنا."
ويغادر معظم الناس أماكن مثل زاخو التي تقع على الحدود الشمالية السهلة الاختراق للعراق وتعرف منذ وقت طويل أنها مركز للتهريب. وكان الأكراد يهربون النفط في شاحنات صهريجية عبر الحدود في عهد صدام ويستوردون بضائع مثل السجائر والخمور والأسلحة في تحد للحظر الذي كان مفروضا على العراق.
والسلعة الأكثر ربحية اليوم هي البشر. ويقول مهرب كردي يعمل في مجال التهريب منذ قرابة ثلاثة عقود إن مساعدة الناس على الرحيل هي "أفضل وسيلة لكسب المال".
وأضاف المهرب "نريد دائما تقليص المخاطر إلى الحد الأدنى حتى نحصل على كل المال الذي اتفقنا عليه. لكن أحيانا تخرج الأمور من أيدينا."