كييف (رويترز) - يدلي الأوكرانيون بأصواتهم يوم الأحد في انتخابات يرجح أن تسفر عن برلمان مؤيد للغرب وتعزز تفويض الرئيس بيترو بوروشينكو لانهاء صراع انفصالي في شرق البلاد لكنها قد تذكي التوتر مع روسيا.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الثامنة صباحا (0600 بتوقيت جرينتش) في أول انتخابات برلمانية منذ أن أطاحت احتجاجات حاشدة في شوارع العاصمة كييف بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش المدعوم من روسيا الشتاء الماضي الذي فر من البلاد لتبدأ زعامة موالية لاوروبا برئاسة بوروشينكو.
وفي المناطق الشرقية التي يسيطر عليها الجيش تولى جنود مسلحون ببنادق آلية ويرتدون سترات واقية من الرصاص حراسة مراكز الاقتراع التي رفرف عليها علم أوكرانيا بلونيه الأصفر والأزرق.
ولا تجرى الانتخابات في مناطق يسيطر عليها متمردون موالون لروسيا يعتزمون تثبيت سلطتهم باجراء انتخابات منفصلة في نوفمبر تشرين الثاني.
وقالت نادزهدا دانيلتشينكو وهي عضو في لجنة الانتخابات بمركز للاقتراع في بلدة فولنوفاخا الواقعة على بعد 50 كيلومترا إلى الجنوب من دونيتسك بشرق البلاد "كان هناك قصف طوال أمس فيما كنا نعد قوائم الناخبين."
واضاف "إما أنهم (الانفصاليون) كانوا يتدربون على اطلاق النار وإما يحاولون إخافتنا."
وبحلول الظهر بلغت نسبة الاقبال 38 بالمئة.
وزار بوروشينكو (49 عاما) بلدة في منطقة دونيتسك يسيطر عليها الجيش لرفع الروح المعنوية للقوات بعد ليلة سادها هدوء نسبي في الشرق بموجب وقف لاطلاق النار دخل حيز التنفيذ في الخامس من سبتمبر أيلول.
ومن المتوقع أن يصبح فصيل سياسي مؤيد لبوروشينكو القوة الرئيسية في البرلمان المؤلف من 450 مقعدا مما يعطيه تفويضا للمضي في خطة لاحلال السلام في شرق البلاد وتنفيذ اصلاحات كبيرة يطالب بها شركاء أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي.
وقال بوروشينكو لرويترز "كل هؤلاء الناس ينتظرون السلام ونحن معهم... أعتقد أننا سنحظى ببرلمان جديد تماما."
وقد لا تحظى القوى التابعة لبوروشينكو بفوز بالأغلبية في التصويت على القوائم الحزبية والمرشحين الأفراد إلا أنها ستتمكن من تشكيل ائتلاف مع شركاء مثل الجبهة الشعبية التي ينتمي إليها رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك إذ أن معظم الأحزاب الكبرى موالية لأوروبا ومناهضة لروسيا وتؤيد أوكرانيا الموحدة.
وقال أوليه لياشكو زعيم الحزب الراديكالي الذي قد يحتاج بوروشينكو لدعمه "أمامنا فرصة فريدة لأول مرة لاختيار برلمان أوكراني سيقود أوكرانيا تجاه أوروبا وتجاه حلف شمال الأطلسي."
وقالت يوليا تيموشينكو رئيسة الوزراء السابقة إن أوكرانيا "يجب أن تكون دولة أوروبية سلمية وناجحة" تكريما لأكثر من مئة شخص قتلوا في الاحتجاجات المناهضة للرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش في فبراير شباط وكذلك من أجل "الوطنيين" الذين قتلوا في شرق البلاد.
وقد يزيد ظهور قوة جديدة ملتزمة بأوكرانيا موحدة من الضغوط على العلاقات مع روسيا التي تتهمها الزعامة الأوكرانية بدعم متمردين موالين لموسكو في الشرق في صراع قتل فيه أكثر من 3700 شخص وأدى إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية في أوكرانيا.
ودعا بوروشينكو إلى انتخابات مبكرة في محاولة للتخلص من أنصار يانوكوفيتش وتشكيل برلمان تكون الأغلبية فيه موالية لاوروبا.
ويخوض الانتخابات 29 حزبا لكن عددا قليلا منها يتوقع أن يحصل على نسبة خمسة في المئة لازمة ليكون للحزب تمثيل في البرلمان.
وتغلق مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (1800 بتوقيت جرينتش). ومن المتوقع ان يستغرق فرز الأصوات عدة ساعات.
ويتولى نحو ألفي مراقب دولي من بينهم فريق يضم 800 فرد من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا متابعة سير العملية الانتخابية.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)