من مايكل هولدن
لندن (رويترز) - قال وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن يوم الثلاثاء إن أجهزة المخابرات البريطانية تطور القدرة على شن هجمات الكترونية على الإرهابيين والمتسللين والدول المارقة محذرا من أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يرغبون في شن هجمات الكترونية توقع قتلى.
وأضاف أن مقاتلي التنظيم يحاولون تطوير القدرة على مهاجمة البنية الأساسية لبريطانيا مثل المستشفيات وأنظمة التحكم في المسارات الجوية مما قد يجلب عواقب مميتة.
وتابع أوزبورن في كلمة له أمام مركز جمع المعلومات المخابراتية الرئيسي في بريطانيا أنه ردا على هذا التهديد وغيره تطور بريطانيا قدرات خاصة لشن هجمات الكترونية حتى يمكن لأجهزة المخابرات تنفيذ هجمات مضادة.
وقال "سندافع عن أنفسنا. لكننا سننقل القتال اليكم.
"الدفاعات القوية ضرورية لأمننا على المدى الطويل. لكن القدرة على الهجوم شكل من أشكال الدفاع."
وقال أوزبورن وهو حليف لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون إن هجمات يوم الجمعة في باريس التي أودت بحياة نحو 130 شخصا والتي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها أبرزت الحاجة إلى تحسين حماية بريطانيا من الهجمات الإلكترونية.
وأضاف أوزبورن "تنظيم الدولة الإسلامية يستخدم بالفعل الإنترنت لأغراض دعائية شائنة لنشر التطرف وللتخطيط للعمليات أيضا."
وقال "إنهم غير قادرين حتى الآن على استخدامه لقتل الناس لكنهم يشنون هجمات على بنيتنا التحتية من خلال الهجوم الإلكتروني.
"لكننا نعلم أنهم يرغبون في ذلك وأنهم يبذلون قصارى جهدهم لعمل ذلك. لذا عندما نتحدث عن التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية فإن هذا يعني التصدي لتهديدهم الإلكتروني بالإضافة إلى تهديدهم بشن هجمات بالأسلحة والقنابل والسكاكين."
وأعلن أوزبورن عن مضاعفة الانفاق على الأمن الالكتروني وقال إن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية يحاولون تطوير القدرة على شن هجمات الكترونية مميتة ضد البنية التحتية البريطانية.
وقال أوزبورن إن الإنفاق العام على الأمن الإلكتروني سيتضاعف تقريبا ليصل إلى 1.9 مليار جنيه استرليني خلال الفترة إلى 2020 حتى مع استعداده للإعلان عن خفض جديد للإنفاق العام الأسبوع المقبل في محاولة لإعادة بريطانيا إلى تحقيق فائض ميزانية بنهاية العقد.
وتابع قوله "من الصواب أن نختار الاستثمار في دفاعاتنا الالكترونية حتى في وقت ينبغي أن نقوم فيه بتقليص مخصصات إنفاق أخرى. الانترنت تمثل محورا حساسا لضعف محتمل."
وقال رئيس الوزراء البريطاني يو م الاثنين إن عدد العاملين بوكالة المخابرات البريطانية سيزيد بنسبة 15 بالمئة.
وصرح أوزبورن بأن قرار تعزيز الانفاق على الدفاع الالكتروني اتخذ قبل هجمات باريس الدموية.
وقال "إذا تعرضت إمدادتنا من الكهرباء أو أبراج المراقبة الجوية أو مستشفياتنا لهجمات الكترونية ناجحة فإن تأثير ذلك لن يكون على مستوى الضرر الاقتصادي فحسب بل على مستوى فقدان الأرواح أيضا."
وستتضمن خطة وطنية جديدة لأمن الانترنت وضعتها الحكومة قوة مخصصة لضمان استجابات أسرع وأكثر فعالية للهجمات الالكترونية الكبرى. وستتمركز القوة في تشيلتنهام بجنوب غرب انجلترا.
وقال أوزبورن إن من عناصر الخطة امكانية التعاون بين موردي خدمات الانترنت بمساعدة الحكومة للتصدي لهجمات البرمجيات الخبيثة وحجب العناوين المضرة التي تستخدم ضد مستخدمي الانترنت البريطانيين إلى جانب تأسيس معهد جديد لتدريب المبرمجين.
وواجهت شركة توك توك البريطانية لخدمات الانترنت هجوما الكترونيا في أكتوبر تشرين الأول أثر على 157 ألفا من عملائها. وخلال هذا الشهر أجرت السلطات البريطانية والأمريكية تدريبا مع البنوك الكبيرة لاختبار مدى استجابتها لأي حادث الكتروني في القطاع المالي.