💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

بعد 3 سنوات من هجوم القنصلية الأمريكية لايزال القتال مستمرا في بنغازي

تم النشر 22/10/2015, 02:09
© Reuters. بعد 3 سنوات من هجوم القنصلية الأمريكية لايزال القتال مستمرا في بنغازي

من أيمن الورفلي

بنغازي (رويترز) - أصبحت الفيلات المهجورة التي احترقت أجزاء منها والمحاطة بأسوار عالية وكانت ذات يوم مقرا للقنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية على جبهة القتال في بلد يخوض حربا مع نفسه.

وبعد ثلاث سنوات من مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين في هجوم استهدف القنصلية تعود بنغازي لتتصدر عناوين الأخبار في الولايات المتحدة بينما تواجه وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون- الساعية لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية- جلسة استماع في الكونجرس تتعلق بالحادث يوم الخميس.

لكن بالنسبة لليبيين وأهل بنغازي فإن الحرب لم تفارقهم. وبعدما وئدت آمالهم في الديمقراطية عقب انتفاضة 2011 ضد حكم معمر القذافي سقطت ليبيا شيئا فشيئا في الفوضى ويتقاتل على أرضها عدد لا يحصى من الفصائل المسلحة.

في ليبيا الان حكومتان تتنازعان السلطة لكل برلمان يخصها بل وفيها شركتان حكوميتان للنفط وتدعم كل من الحكومتين تحالفات فضفاضة من الفصائل المسلحة.

وليست بنغازي التي كانت مهد الانتفاضة على القذافي إلا واحدة من جبهات تتقاتل فيها أطراف عدة في حرب تهدد بتشرذم البلد الصحراوي مترامي الأطراف. وبعيون كثير من أهل بنغازي فإن الهجوم على القنصلية أصبح رمزا لانزلاق مدينتهم نفسها الى الفوضى.

وقال جمال الفلاح وهو ناشط محلي وهو يتذكر الهجوم الذي وقع في 2012 على مقر القنصلية "ذلك الهجوم أثبت للعالم أن الإرهاب موجود في بنغازي. لقد نشر الخوف والارتباك في الشوارع الليبية."

ومنذ مقتل القذافي انقلبت كتائب المعارضة السابقة المسلحة جيدا -التي كانت تحارب معا ضده ذات يوم - على بعضها البعض وتحالفت مع أقطاب سياسية متنافسة وأصبحت هناك مناطق خاضعة لها في صراع على السيطرة.

ومنذ عام يسيطر على العاصمة طرابلس فصيل فجر ليبيا وهو تحالف مسلح من المعارضين السابقين من مدينة مصراتة وجماعات ذات ميول إسلامية شكل حكومة من جانب واحد وأعاد البرلمان السابق.

وتعمل الحكومة الليبية المعترف بها دوليا والبرلمان المنتخب من شرق ليبيا بدعم من شبكة فضفاضة من الفصائل المسلحة تشمل حليف القذافي السابق اللواء خليفة حفتر.

وفي ظل هذا الفراغ اكتسب تنظيم الدولة الإسلامية قوة دفع فسيطر على مدينة سرت واستقطب لصفوفه مقاتلين أجانب بينما يتربح مهربو البشر من الفوضى بإرسال المهاجرين في رحلات محفوفة بالمخاطر تنطلق من ساحل ليبيا لعبور البحر المتوسط.

وتسعى الأمم المتحدة للتوسط من أجل تشكيل حكومة وحدة بين الفصائل المتنافسة كسبيل لحل الأزمة لكن شهورا من المحادثات المضنية لم تفلح حتى الآن في الوصول لاتفاق نهائي.

* قصف وغارات جوية..

وأدلت كلينتون بشهادتها أمام الكونجرس بعد الحادث في 2013. والآن وبينما تتصدر المتنافسين على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية ستمثل يوم الخميس أمام لجنة خاصة تابعة لمجلس النواب الأمريكي تحقق في الحادث لتجيب على أسئلة تخص هجوم بنغازي بالإضافة لاستخدامها البريد الإلكتروني الشخصي في المراسلات الرسمية حين كانت وزيرة للخارجية.

كانت بنغازي في يوم من الأيام رمزا للأمل ونشرت وسائل الإعلام صورا لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس فرنسا في ذلك الحين نيكولا ساركوزي حين زارا المدينة في 2011. والآن باتت المدينة الساحلية رمزا لقتال لا تخبو ناره.

وقال رجل من طرابلس يعمل بالمحاماة وقد طلب ألا يذكر اسمه "الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي عقد الموقف في ليبيا أكثر. بنغازي هي قلب ليبيا لأنها بدأت الثورة على القذافي."

ومنذ أكثر من عام تحارب قوات حفتر التي تدعم الحكومة المعترف بها تحالفا لمقاتلين إسلاميين ومعارضين مسلحين سابقين للسيطرة على المدينة الواقعة في شرق البلاد.

وبينما حققت قوات حفتر تقدما عادت الحياة لطبيعتها في أجزاء من المدينة ففتحت مطاعم وبنوك أبوابها. لكن القتال يثور ويهدأ ولقد دمر القصف والغارات الجوية أحياء كاملة. وكثيرا ما تصيب الصواريخ أهدافا مدنية.

وقال مصدر عسكري بالمدينة إن مقر القنصلية السابق لحقت به تلفيات خلال القتال.

وبنغازي مقسمة إلى مجموعة من المناطق التي تسيطر عليها قوات حفتر أو خصومها الذين يعرف تحالفهم باسم مجلس الشورى.

وزاد من الفوضى أن مسلحين إسلاميين آخرين أعلنوا مبايعتهم لتنظيم الدولة الإسلامية- الذي يسيطر على مساحات كبيرة من أراضي سوريا والعراق- بدأوا يستغلون الفراغ الأمني ويستقطبون جهاديين أجانب للقتال معهم.

واستغلت قوات الجيش الوطني الليبي التي يقودها حفتر الدعم الجوي لاستعادة مناطق كانت الدولة الإسلامية تسيطر عليها بينها منطقة المطار وأحياء شرقية وثكنات عديدة تم اجتياحها الصيف الماضي. لكن الجماعات المتشددة لا تزال صامدة.

بالنسبة للبعض في الشرق ممن سئموا سيطرة المتشددين وحواجز الطرق فإن حفتر في عيونهم منقذ لمدينتهم. لكن بالنسبة لآخرين وللفصيل الذي يسيطر على طرابلس فإن اللواء السابق يخوض قتالا في بنغازي لا يحاسبه فيه أحد في مسعى شخصي طموح من أجل السلطة.

وقال عبد الله محمد "لولا دخول الجيش الوطني الليبي إلى بنغازي لسيطر المتشددون على نصف المدينة."

© Reuters. بعد 3 سنوات من هجوم القنصلية الأمريكية لايزال القتال مستمرا في بنغازي

وأضاف "بعض الأحياء تحت الحصار لكن الحياة تسير بصورة طبيعية في أنحاء مختلفة من المدينة."

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.