من ليزا بارينجتون وستيفاني نيبهاي
بيروت (رويترز) - اتهم الجيش السوري يوم الثلاثاء مقاتلي المعارضة في شرق حلب المحاصر بامتلاك "مستودعات تموينية" وحثهم على إزالة الألغام الأرضية من الممرات الإنسانية وهو ما رفضته المعارضة ووصفته بأنه دعاية.
ونتيجة للحصار والقصف المكثف لشرق حلب حدثت أزمة إنسانية حادة تفاقمت مع الضربات الجوية المتكررة لمستشفيات. وتناقصت إمدادات الدواء والغذاء والوقود بشدة.
ولم تتمكن الأمم المتحدة من الوصول إلى القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة منذ مطلع يوليو تموز وقالت يوم الجمعة إن المساعدات الغذائية في شرق حلب نفدت.
وقال بيان الجيش "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تدعو المسلحين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب إلى فتح المستودعات التموينية وتوزيع المواد الغذائية لمستحقيها."
وقال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لرويترز إنه لم يتضح لمن تتبع المستودعات التي يشير إليها الجيش.
وأضاف لرويترز "لا توجد مخازن طعام للأمم المتحدة يمكن فتحها... لا مخزنات للطعام تابعة للأمم المتحدة متبقية في المخازن." وتابع أن آخر مرة قامت فيها المنظمة الدولية بتوزيع حصص الطعام كانت في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني.
وقال زكريا ملاحفجي القيادي بتجمع فاستقم المعارض النشط في حلب إنه لا توجد أي مستودعات مملوءة بالغذاء.
وأضاف أن الناس يبحثون عن الخبز وأن الجيش يقول هذه الأشياء حتى يبدو وكأنه مهتم بشؤون الناس.
وأبلغ ملاحفجي وشهود آخرون في حلب رويترز أن مدنيين احتجوا الأسبوع الماضي خارج مبنى تردد أنه تابع لمجلس المدينة في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة ظنا منهم أن بداخله مخزونات غذائية.
ولم يتسن على الحصول على تعليق فوري من المجلس.
ويخضع نحو 250 ألف شخص في أحياء شرق حلب الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة لحصار منذ أن قطع الجيش بمساعدة من فصائل مسلحة مدعومة من إيران وسلاح الجو الروسي آخر طريق يؤدي إلى تلك الأحياء في أوائل يوليو تموز.
وتجدد الهجوم يوم الثلاثاء الماضي بعد توقف استمر أسابيع للغارات الجوية والقصف داخل شرق حلب لكن المعارك والضربات الجوية استمرت على جبهات المدينة وفي ريفها.
وفي بيان آخر دعا الجيش مقاتلي المعارضة لإزالة الألغام من نقاط العبور إلى القطاع الغربي الخاضع لسيطرة الحكومة والتي خصصها الجيشان السوري والروسي لتكون ممرات إنسانية وإلى السماح للمدنيين الراغبين في الرحيل بالمغادرة.
وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة إن المستشفيات الثمانية في شرق حلب توقفت عن العمل أو تعمل بالكاد على مدى الأسبوع المنصرم.
وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء "الوضع في شرق حلب بشع جدا فعلا.. أعني أن الكلمات تعجز عن وصفه... على الرغم من توقفات عارضة فإن الصورة بشكل عام بشعة."
وقالت الحكومة السورية إن مقاتلي المعارضة يمنعون السكان من المغادرة. وقالت جماعات معارضة وسكان في شرق حلب إن الناس يحجمون عن استخدام الممرات خوفا من وجود قناصة أو قنابل أو القبض عليهم.
كما يساور الكثيرين قلق من عدم السماح لهم بالعودة أبدا إذا رحلوا ولهذا فإنهم يريدون بدلا من ذلك أن يسمح بدخول المساعدات.
* قتلى وجرحى
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء إن 141 مدنيا على الأقل قتلوا منهم 18 طفلا على مدى الأيام السبعة الماضية في تجدد القصف على شرق حلب.
وأضاف المرصد الذي يراقب الحرب ومقره بريطانيا إنه وثًق مئات الإصابات نتيجة لضربات جوية روسية وسورية وقصف القوات الحكومية وحلفائها للقطاع الشرقي المحاصر من المدينة المقسمة.
وقال المرصد أيضا إنه وثًق مقتل 16 مدنيا ومنهم عشرة أطفال وعشرات الإصابات نتيجة لقصف المعارضة لغرب حلب الذي تسيطر عليه الحكومة.
وقال لايركه في إفادة صحفية بالأمم المتحدة "إنه شيء يفجع القلب تماما وغير مقبول أننا جميعا نشهد ما يحدث في بث تلفزيوني مباشر تقريبا ما قد يرقى إلى جرائم حرب في شرق حلب."
وتحاول الأمم المتحدة حمل كل أطراف الصراع على الاتفاق على خطة إغاثة إنسانية تسمح بدخول مسعفين وإمدادات طبية ومواد غذائية إلى شرق حلب وتمًكن من إجلاء المرضى والمصابين.
وقالت الأمم المتحدة إن جماعات المعارضة وافقت من حيث المبدأ على الخطة لكنها مازالت تنتظر موافقة رسمية من روسيا.
وقال لايركه "نحتاج إلى الفاعلين السياسيين والقادة العسكريين على الأرض للسماح لهذه الخطة بأن تمضي قدما."
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)