من لوك بيكر
القدس (رويترز) - في غزة متجر لبيع الملابس اسمه "هتلر 2" تقف على عتبته تماثيل مانيكان تحمل سكاكين وترتدي قمصان تي شيرت مكتوبا على صدورها كلمة "إطعن".
وفي إسرائيل يعرض موقع إخباري إلكتروني يحظى بمتابعة واسعة من اليهود المتدينين لعبة فيديو يجري فيها حث الأطفال على "إحباط" اعتداءات مهاجمين يرتدون أزياء عربية.
وبعد ستة أسابيع قتل فيها 11 اسرائيليا في عمليات طعن أو إطلاق رصاص أو هجمات أخرى وقتلت القوات الإسرائيلية بالرصاص 68 فلسطينيا على الأقل بينهم 41 يزعم الإسرائيليون أنهم مهاجمون يتهم الجانبان بعضهما بعضا بالتحريض على العنف.
ومع أنه بدت بعض العلامات على انحسار العنف مع تباطؤ وتيرة الهجمات فإنه لا يبدو أن مشاعر الغضب والكراهية التي تذكي صراعا عمره 70 عاما قد خفت.
ففي غزة تحث حركة حماس التي تسيطر على القطاع علانية على العنف وتنشر مقاطع فيديو على الإنترنت تحض الفلسطينيين على الانضمام إلى ما تسميه "انتفاضة السكاكين" الجديدة على الاحتلال الإسرائيلي.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكثر حذرا لكنه امتدح الذين قتلتهم إسرائيل بوصفهم شهداء وانتقده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأنه فيما يبدو لا يفعل ما يكفي لوقف العنف.
وخارج متجر "هتلر 2" الذي رفض صاحبه إجراء حديث معه قال شبان فلسطينيون هذا الأسبوع إن المتجر كان له وقع طيب في نفوسهم وإنهم يتشوقون لتنفيذ هجمات.
وقال حجاز أبو شنب الذي يبلغ من العمر 20 عاما "اسم المتجر هتلر وقد أحببته لأنه أشد الناس عداء لليهود. ومن الأفضل لنا الآن أن نخرج ونموت لأننا نعيش كالأموات. لقد أعجبتني الملابس والاسم."
وهذا الأسبوع أغلقت إسرائيل محطة إذاعة في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة بدعوى أنها تمتدح الهجمات على الإسرائيليين. وقال فلسطينيون إن المحطة كانت تحث الفلسطينيين على الانضمام إلى مظاهرات إلقاء الحجارة ولا شيء أكثر من ذلك.
وفي صراع تتباين فيه روايات الأحداث تباينا شديدا واستخدمت فيه الكلمات ووقائع التاريخ كسلاح كان نتنياهو أيضا محل اتهام بإذكاء التوتر.
وقبل زيارة لألمانيا الشهر الماضي صرح نتنياهو بأن مفتي القدس في أربعينات القرن الماضي حرض على محرقة اليهود قائلا إن المفتي أوحى لأدولف هتلر بفكرة المحرقة. ولاقى تصريحه انتقادات لاذعة من خبراء المحرقة الذين اتهموه بتشويه سجل التاريخ.
ويقر فلسطينيون بأنه يجري تحريض على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي ومنها فيسبوك وواتس آب لتشجيع الناس على مهاجمة إسرائيليين.
وأبرز إسرائيليون أيضا حالات عرضت فيها مواقع إلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي محتوى مسيئا.
وعرض آروتز شيفا -وهو موقع إخباري مفضل لدى اليهود المتدينين وطائفة المهاجرين الروس اليمينيين في أغلبهم في إسرائيل- لعبة فيديو على صفحاته الخاصة بالأطفال يستخدم فيها اللاعبون العصي والمظلات الشمسية "لإحباط" هجمات أشخاص ملتحين يلبسون أزياء عربية ويحملون سكاكين ومسدسات.
وقال موظف لصحيفة جيروزالم بوست "كان هذا خطأ."
وبعد وفاة طفل فلسطيني عمره ثمانية أشهر قرب بيت لحم الأسبوع الماضي كتب البعض تعليقات بالعبرية على موقع فيسبوك تشيد بوفاته التي كان يشتبه بادئ الأمر أن سببها غاز مسيل للدموع أطلقته قوات إسرائيلية. ولم يتضح بعد سبب الوفاة على وجه الدقة لكن أطباء قالوا إن الطفل كان يعاني مشكلة صحية سابقة تتصل بوجود مياه على المخ.
وكان رؤساء بلديات إسرائيليون حثوا المواطنين الذين يملكون تراخيص سلاح على حمل أسلحتهم وهي خطوة تقول جماعات حقوق الإنسان إنها تشجع الناس على الاقتصاص من المجرمين بأنفسهم.
وتعرض بعض الفلسطينيين الذين يمسكون بسكاكين لإطلاق النار لمجرد الاشتباه بأنهم كانوا يهمون بتنفيذ هجوم. وأقرت إسرائيل أن الوضع لم يكن كذلك في اثنتين من الحالات على الأقل.