موسكو سبتمبر/أيلول (رويترز) - ينبئ تغير في لغة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الصراع في شرق أوكرانيا بتحول في الوضع في ساحة المعارك ويبدو تحذيرا لكييف كي تسارع إلى التفاوض.
وسارع دميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين إلى إبلاغ الصحفيين ان زعيم الكرملين لم يكن يطالب بالاستقلال للانفصاليين الموالين لروسيا حينما قال يوم الأحد أن المحادثات يجب أن تبدأ على الفور "بشأن التنظيم السياسي للمجتمع ووضعية الدولة في جنوب شرق أوكرانيا."
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها بوتين علانية عن "وضعية الدولة" في مناطق شرق أوكرانيا الناطقة بالروسية والتي يقاتل فيها الانفصاليون من أجل الانفصال عن أوكرانيا في حرب أودت بحياة نحو 2600 شخص منذ أبريل نيسان.
ويبدو أن هذه إشارة إلى انه إذا فشلت أوكرانيا في التوصل إلى تسوية سريعة مع المتمردين بشأن "النظام الاتحادي" -وهو التعبير الذي استخدمته موسكو من قبل للإشارة إلى تعزيز الحكم الذاتي في الشرق- فإنها قد تجد نفسها في مواجهة مطالب بشيء أكبر من ذلك كثيرا.
وقال فيودود لوكيانوف رئيس التحرير في صحيفة (رشا إن جلوبال أفيرز) "أعتقد أنه تلميح بقصد أو عن غير قصد إلى أنه كلما طال الوضع وكلما طال الوقت الذي تستغرقه كييف في مناقشته ساءت الأوضاع."
وفي تحول آخر ذي مغزى في اللغة المستخدمة يبدو أن الاسم الذي يستخدمه المتمردون لأراضي شرق أوكرانيا وهو نوفوروسيا أو روسيا الجديدة اصبح على نحو متزايد جزءا من لغة الكرملين.
واستخدم بوتين هذا التعبير أول مرة في أبريل نيسان.
وترى أوكرانيا ان هذا التعبير ينطوي على إساءة بالغة وتقول أنه يظهر المطامع الاستعمارية لموسكو في انتزاع أراض من دولتهم التي تبلغ من العمر ألف عام.
واستخدم بيسكوف التعبير مرة ثانية يوم الأحد ونشر الموقع الإلكتروني للكرملين في 29 من أغسطس آب رسالة إلى المتمردين عنوانها "الرئيس فلاديمير بوتين وجه نداء الى ميليشيات نوفوروسيا."
وتنفي روسيا تدخلها في أوكرانيا عسكريا على الرغم من احتجاجات أوروبا والولايات المتحدة وفي مواجهة أدلة طاغية منها صور الأقمار الصناعية وروايات شهود العيان وأسر جنود روس في أراضي الجار السوفيتي سابقا.
وما لا يمكن إنكاره هو ان الانفصاليين تمكنوا في ظرف أسبوع من التعافي بعد أن كانوا على شفا الهزيمة وفتحوا جبهة جنوبية جديدة وانطلقوا نحو ساحل بحر آزوف حيث نجحوا في قصف سفينة للبحرية الروسية من الشاطئ يوم الأحد.
(إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية - تحرير سيف الدين حمدان)