من طارق عمارة
باردو (تونس) (رويترز) - أعادت تونس يوم الثلاثاء افتتاح متحف باردو في حفل رمزي بعد اسبوع من هجوم على المتحف قتل خلاله 20 سائحا بينما تظاهر الاف التونسيين والأجانب للتعبير عن ادانتهم للهجوم الدامي الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية.
ويوم الاربعاء الماضي فتح مسلحان النار على سائحين عند نزولهم من حافلة ليقتلوا سياحا من فرنسا وكولومبيا واليابان وايطاليا واسبانيا في أسوأ هجوم في تاريخ البلاد التي يعتمد اقتصادها على صناعة السياحة.
وأمام مقر المتحف تجمع تونسيون رافعين علم تونس ولافتات كتب عليها " زوروا تونس" و"تونس لا تركع..تونس شامخة".
واقتصر حفل الافتتاح على مئات المدعوين والاعلاميين. وارجيء افتتاح المتحف أمام الجمهور الى يوم الاحد المقبل لاسباب أمنية.
ومن ساحة باب سعدون بالعاصمة خرج الاف التونسيين والاجانب -القادمين من عدة بلدان للمشاركة في منتدى اجتماعي عالمي- في مسيرة حاشدة باتجاه متحف باردو.
ورفع المشاركون أعلام تونس ورددوا هتافات مناوئة للمتطرفين من بينها " يسقط يسقط الارهاب" و"تونس حرة حرة والارهاب على بره" و" كلنا يد واحدة ضد الارهاب".
وقال المتظاهر الجزائري بلهادف نورالدين لرويترز بينما كان برفع علمي تونس والجزائر "نحن في الجزائر اكتوينا بنار الارهاب وذقنا مرارتها لذلك نحن هنا في المسيرة اليوم نعبر عن تضامننا مع تونس ولنعلن اننا متحدون وسنواصل الحياة بشكل طبيعي وسنواصل القدوم الى تونس".
ورافقت المسيرة أعداد كبيرة من قوات الشرطة.
وامام متحف باردو حيث وضعت الشرطة حواجز لمنع المواطنين من الدخول لاقتصار الحفل على مئات من المدعويين قال رجل الأعمال علي دنقاز لرويترز "قدمت مع بناتي لنقول اننا لا نخاف وأننا متضامنون كلنا في السراء والضراء."
وتعرض متحف باردو لهجوم نفذه مسلحان قالت السلطات انهما تلقيا تدريبات في معسكرات في ليبيا. واثار الهجوم حالة من الصدمة والذهول في بلد تمكن لوقت طويل ان ينأى عن موجة العنف التي اجتاحت دول المنطقة منذ انتفاضات الربيع العربي قبل اربع سنوات.
ويقع متحف باردو في مدينة باردو وهي تبعد أربعة كيلومترات عن تونس العاصمة وهو يُعتبر ثاني أبرز متحف في العالم بالنسبة لفن الفسيفساء الرومانية بعد متحف فسيفساء زيوغما في تركيا. وتشمل مجموعته آلاف اللوحات الفسيفسائية الرومانية التي يعود تاريخها للفترة من القرن الثاني قبل الميلاد إلى ما بعد القرن السادس الميلادي. ويضم المتحف المؤلف من العديد من الأجنحة والقاعات واحدة من اكبر مجموعات الفسيفساء في العالم.
واصطفت قوات الشرطة خارج بوابات المتحف لدى مرور السائحين لكن لم يسمح لهم بدخول المبني.
ولوحت مجموعة من التونسيين بأعلام دول مختلفة ترحيبا بالسائحين ورددت مجموعة من الأطفال هتافات ترحيب عند البوابة.
وقالت سائحة من كندا تدعى روز ماري انها اتخذت قرارها بمواصلة رحلتها رغم أحداث الأسبوع الماضي للتعبير عن تضامنها مع الضحايا ومع التونسيين.
وأضافت "نحن مجموعة من السياح من كيبيك. نحن هنا منذ بضعة أيام بالفعل. قررنا عدم إلغاء الرحلة واليوم قررنا الخروج عن جدول رحلتنا للحضور إلى المتحف فقط لالتقاط الصور.. لالتقاط الصور والتعبير عن تضامننا مع التونسيين. قبل بضعة أسابيع فقط واجهنا محاولات مماثلة من إرهابيين. ويجب ألا يوقفنا ذلك."