بيروت (رويترز) - بهدف إبراز مواهب وإنجازات رسامي الشرائط المصورة والكاريكاتير السياسي والقصص المصورة في العالم العربي أقيم مساء الخميس في العاصمة اللبنانية بيروت حفل توزيع (جائزة محمود كحيل) للسنة الثانية على التوالي.
وكان محمود كحيل المولود في 1936 في لبنان وتوفي في لندن عام 2003 يحارب القمع والفساد بسلاح الكاريكاتير. فالرسم بالنسبة له وسيلة ليجهر بها بالحقائق وليكشف عن الممارسات الإجرامية وليطرح المسائل الحيوية والضرورية للشعوب العربية في النصف الثاني من القرن العشرين.
ومن بيروت حيث عمل في صحف لبنانية وعربية ومن لندن لاحقا حيث هاجر عام 1979 هربا من الحرب الاهلية التي دارت على مدى 15 عاما وانتهت عام 1990 ساند كحيل بعزم الشعب الفلسطيني وقضيته المطالبة بالاستقلال رافضا التهجير القسري للفلسطينيين الذي تسبب به الصراع العربي-الإسرائيلي فصور مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بقوة.
كانت رسومه هادفة ومعدة بذكاء. كان الرسم الكاريكاتيري يعالج الموضوع مهما اختلفت طبيعته مؤلما كان أم مضحكا بحذق وخيال مما يحث حتى اليوم على التفكر ودراسة اعماله.
وتكريما لهذا الفنان اللبناني تنظم هذه الجائزة العريقة بمبادرة من معتز ورادا الصواف للشرائط المصورة العربية وهي هيئة أكاديمية مقرها الجامعة الأمريكية في بيروت وتهدف إلى تعزيز البحوث عن الشرائط المصورة العربية ودعمها وتشجيع إنتاجها ودرسها وتعليمها.
وتم إنشاء برنامج الجائزة عام 2014 بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في بيروت رغبة من الزوجين معتز ورادا الصواف في التعبير عن عشقهما لعالم الشرائط المصوة وكل الأقسام الفنية الأخرى المنبثقة عنها من جهة ولتعزيز دور المواهب الجديدة التي تحتاج أكثر من غيرها إلى منصة تنطلق منها نحو العالم.
كما دعمت الجامعة الأمريكية في بيروت هذه الجائزة الطموح رغبة منها في إلقاء التحية إلى روح محمود كحيل الذي كان واحدا من أبرز رسامي الكاريكاتير في العالم العربي وتخرج في الجامعة.
وقدم هذا العام نحو 200 شاب أكثر من 900 عمل في المسابقة وبعد أشهر من الاجتماعات المكثفة اختارت لجنة التحكيم خمسة أعمال لشباب من مختلف أنحاء العالم العربي.
تألفت لجنة التحكيم من باتريك شابات السويسري من أصل لبناني وهو رسام صحفي وكاريكاتير منذ عام 1995. يعمل منذ عام 2001 رسام الكاريكاتير الرئيسي في صحيفة ذي إنترناشيونال نيويورك تايمز واللبناني حبيب حداد وهو من رواد الكاريكاتير والرسم التصويري في العالم العربي.
وتألفت اللجنة من عماد حجاج وهو رسام كاريكاتير سياسي أردني اشتهر بشخصية "أبو محجوب" التي إبتدعها عام 1993 وجهاد الخازن الكاتب والصحفي اللبناني ورئيس تحرير مؤسس لصحيفة الشرق الأوسط وجورج خوري وهو من رواد الشرائط المصورة اللبنانية للراشدين ومجدي الشافعي وهو رسام شرائط مصورة مصري اشتهر بعد نشره كتابه "مترو" وميشال ستاندجوفسكي رسامة الشرائط المصورة والرسوم التصويرية في لبنان.
أقيم حفل توزيع الجائزة العريقة في فسحة فنية مديدة وسط العاصمة بيروت وكانت الكلمة الأولى لرئيس الجامعة الأمريكية في بيروت الجديد الدكتور فضلو خوري شدد فيها عن شعوره بالفخر لكون الراحل محمود كحيل من الخريجين المتفوقين في الجامعة.
وفي كلمته روى جهاد الخازن الكثير من النوادر عن محمود كحيل الذي جمعته به صداقة استمرت أكثر من 40 عاما. فقال عنه إنه كان يتمتم باستمرار ناسجا الأفكار في عقله من دون توقف وقد حصد شهرته الكبيرة عندما راح يرسم الكاريكاتير متوجها إلى الغرب. وفي الختام قال ببساطة "كان رجلا جيدا".
وأكدت رادا الصواف أن هدفها وزوجها سيبقى دائما "دعم المواهب الشابة".
وعُرِض فيلم وثائقي قصير أنجزته نجلة الراحل دانا ارتكز على حياة محمود كحيل الذي كان يخشى السفر في الطائرة كما كان لا يرفق أعماله بالكلمات رغبة منه في إعطاء الرسوم الدور المحوري في سرد القصص وتجسيد أفكاره الثائرة والساخرة بأناقة.
وكانت الجائزة الاولى عن فئة الكاريكاتير السياسي والتي فاز فيها الأردني محمد رسمي وعن فئة الرواية التصويرية فاز المصري أحمد نادي الذي هتف بعد تسلمه الجائزة "بحبك يا لبنان".
وعن فئة الشريط المصور كانت الجائزة الأولى من نصيب الأردني محمد الماطي في حين فاز عن فئة الرواية التصويرية المصري أحمد نادي الذي هتف بعد تسلمه الجائزة "بحبك يا لبنان".
كما حازت مجلة (توك توك) المصرية على جائزة "راعي الشريط المصور العربي" بحضور الرسام المصري محمد شناوي. وفاز بالجائزة الاولى عن فئة (رسوم الأطفال) الشابة اللبنانية عزة حسين.
أما عن فئة الرسم التصويري والتعبيري فحاز اللبناني بهيج جارودي على الجائزة الأولى.
وبالإضافة إلى الجوائز التي قدمت في مختلف الفئات حازت الرسامة السورية لجينة الأصيل على جائزة (قاعة المشاهير لإنجازات العمر). وهي من مواليد دمشق وتعمل منذ عام 1969 في الرسم والإشراف الفني في مجلات وكتب الأطفال في سوريا والعالم والعربي.