من ويليام جايمس
لندن (رويترز) - قال حزب العمال المعارض في بريطانيا يوم الاثنين إنه سيسمح لأعضائه في البرلمان بالتصويت بشأن توجيه ضربات جوية في سوريا وفقا لما تمليه عليهم ضمائرهم مما قد يمنح رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الأغلبية التي يحتاجها لإقرار مشاركة بلاده في قتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وعبر كاميرون عن اعتقاده بأن الوقت حان للانضمام الى الحكومات الغربية الأخرى في قصف تنظيم الدولة الإسلامية معتبرا أنه لا يمكن لبريطانيا أن تفوض دولا أخرى في الدفاع عن أمنها في أعقاب اعلان التنظيم المتشدد مسؤوليته عن هجمات على العاصمة الفرنسية باريس هذا الشهر أسفرت عن مقتل 130 شخصا.
لكن يتعين على كاميرون أن يقنع عددا من الأعضاء المشككين في جدوى التدخل العسكري البريطاني في سوريا من بين أفراد حزب المحافظين الذي يتزعمه وآخرين في حزب العمال المنقسم على نفسه بشدة بشأن هذا الموضوع بعد أن أعلن زعيمه المخضرم الأنشط في مجال مناهضة الحروب جيريمي كوربن معارضته المشاركة في شن الغارات.
وعبر السماح بما يسمى "التصويت الحر" الذي كسر تقليدا يمنح زعماء الأحزاب حق توجيه التعليمات للنواب بالتصويت وفق اتجاه معين في القضايا الكبرى فقد قام كوربين بالتغلب على ما يشبه التمرد الداخلي الذي كاد يطيح بزعامته بعد شهرين على انتخابه.
وقال الحزب في بيان إن حكومة الظل العمالية التي يتكون أعضاؤها من أبرز النواب العماليين ويشغلون حقائب موازية لحقائب الحكومة "وافقت على دعم توصية (زعيم حزب العمال) جيريمي كوربين بالتصويت الحر على اقتراح الحكومة بالتفويض للمملكة المتحدة بتنفيذ عمليات قصف في سوريا."
وأشار البيان إلى أن حكومة الظل تدعم أيضا دعوة كوربين للحكومة للسماح يومين من النقاشات بشأن شن غارات وهو وقت أطول بكثير من المعتاد "لانه قرار حاسم."
وفي وقت سابق قال الحزب إن ثلاثة أرباع أعضائه يعارضون المشاركة في قصف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وفقا لعينة من الردود التي وصلت إلى الحزب في مطلع الأسبوع.
وفي الوقت الذي يخشى فيه الكثيرون في حزب العمال أن تؤدي زيادة الضربات العسكرية على "الدولة الإسلامية" إلى تفاقم الاضطرابات في الشرق الأوسط غير أن بعضا من أبرز أعضاء الحزب يقولون إنهم لا يستطيعون التصويت ضده لأنه ضروري لضمان أمن البلاد.
ويأمل كاميرون أن يحشد أغلبية تجنبه تكرار الهزيمة في البرلمان عام 2013 التي ألحقت أضرارا بمكانته السياسية عندما صوت حزب العمال ضد شن غارات على الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال وزير الدفاع في حكومة كاميرون مايكل فالون في مطلع الأسبوع إن الآراء "بدأت تتغير".