من أرشد محمد وديفيد رود وفيل ستيوارت
واشنطن (رويترز) - قال مسؤول أمريكي رفيع إن من المرجح أن تظل القاعدتان العسكريتان الأمريكيتان في قندهار وجلال أباد مفتوحتين بعد انتهاء عام 2015 إذ تدرس واشنطن إبطاء انسحابها العسكري من أفغانستان لمعاونة الحكومة الجديدة في محاربة حركة طالبان.
ويعكس هذا التحول المتوقع في السياسة احتضان الولايات المتحدة للرئيس الأفغاني الجديد أشرف عبد الغني الأكثر تجاوبا معها ورغبتها في تفادي حدوث انهيار لقوات الأمن المحلية مشابه لما حدث في العراق بعد الانسحاب الأمريكي.
ويتزامن هذا الاتجاه مع مساع جديدة تبذلها باكستان والصين لاجراء محادثات سلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان. ورحبت واشنطن بزيادة نشاط الصين التي ساهمت في إيجاد فرصة دبلوماسية للمصالحة.
وقال المسؤول الأمريكي إن الظروف تغيرت منذ مايو ايار الماضي عندما أعلن الرئيس باراك أوباما إن القوة الامريكية ستخفض إلى النصف تقريبا بنهاية 2015 مقارنة بحجمها الحالي البالغ نحو عشرة الاف جندي وإنها لن تعمل إلا من قواعد في كابول وباجرام.
ولم يدل البيت الابيض على الفور بأي تعليق على إمكانية الاحتفاظ بقاعدتي قندهار وجلال أباد لما بعد نهاية العام.
ومن المتوقع أن يقرر أوباما في الأيام القليلة المقبلة ما إذا كان سيبطيء من وتيرة سحب القوات الامريكية وربما يحدث ذلك في الاسبوع المقبل عندما يزور الرئيس عبد الغني والمسؤول التنفيذي عبد الله عبد الله واشنطن.
ويأمل مسؤولون أمريكيون أن تسهم الزيارة في حشد التأييد الشعبي الامريكي لإطالة أمد المهمة العسكرية الامريكية في أفغانستان وتبرز اختلافا عن التعاملات الشائكة التي تميزت بها العلاقة مع الرئيس السابق حامد كرزاي.
وسيلقى الرئيس عبد الغني استقبالا حافلا. إذ سيلتقي بوزراء الخارجية والدفاع والخزانة ويزور منتجع كامب ديفيد الرئاسي يوم الاثنين ويتناول الغداء مع أوباما في البيت الأبيض يوم الثلاثاء ويتحدث أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ يوم الأربعاء.
* إبطاء الانسحاب الأمريكي
يتوقع المسؤولون الأمريكيون أن يشيد عبد الغني بالتضحيات التي قدمتها القوات الامريكية على مدار أكثر من 13 عاما في الحرب في أفغانستان بالاضافة إلى شرح أسباب ضرورة إبطاء الانسحاب الأمريكي.
ويريد عبد الغني من أوباما إعادة النظر في الجدول الزمني لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان وقد طرح هذه المسألة في وسائل الاعلام وكذلك في لقاءاته مع المسؤولين الامريكيين.
وقال مسؤول كبير بالادارة الامريكية مشترطا إخفاء شخصيته "الاستجابة لطلب الرئيس عبد الغني الخاص بالمرونة يمثل جزءا مهما من الزيارة. لا أعتقد أنه سيشعر بأنه خرج صفر اليدين."
وتتوقف الاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان على قدرة القوات الأفغانية على تأمين البلاد رغم استمرار تمرد حركة طالبان وقد أشارت إدارة أوباما إلى أنها على استعداد للنظر في تعديل خطط الانسحاب.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن البيت الابيض يركز على مدى استعداد أوباما لإبطاء الانسحاب المزمع على مدار العامين المقبلين وإنه لا يجري حاليا بحث تغيير مدة الوجود الأمريكي عن الموعد المزمع حاليا وهو 2017.
وقال مسؤول أمريكي ثان "لا أحد يتحدث في واقع الأمر عن أي شيء فيما بعد 2016. أغلب النقاش دار حول درجة هبوط المنحنى خلال 2015 و2016 من أجل التمكن من تحقيق أفضل فرص النجاح."
وأضاف أن واشنطن حثت عبد الغني على عدم المبالغة في طلباته أي ألا يطلب إطالة أمد المهمة العسكرية الأمريكية لفترة طويلة بعد 2016.
غير أن المسؤول الأول بالإدارة الامريكية أشار إلى أن الجيش الأمريكي قد يحتفظ بقدرات جوية بعد 2017 بما قد يسمح له بتوجيه ضربات جوية والقيام بعمليات انقاذ للقوات الأفغانية المعرضة للخطر وإخلاء الجرحى.
* قواعد ذات أهمية بالغة
وتعد قاعدتا قندهار وجلال أباد ذات أهمية بالغة للبنتاجون لأن الجيش الأمريكي يستخدمهما في التدريب وفي تقديم المشورة ومعاونة كبار القادة الأفغان المسؤولين عن بعض من فيالق الجيش الأفغاني الستة بالاضافة إلى قوات العمليات الخاصة الأفغانية.
وتقع قندهار في جنوب أفغانستان وهي مهمة لسلاح الجو الأفغاني الوليد وتدعم قواعد أصغر في قلب منطقة نفوذ حركة طالبان.
أما قاعدة جلال أباد إلى الجنوب الشرقي من كابول فهي القاعدة الرئيسية التي تتصدى لحركة طالبان وغيرها من المتشددين الذين يتمتعون بملاذ آمن في باكستان التي ترى في هؤلاء المتشددين وسيلة للاحتفاظ بنفوذها في أفغانستان.
وقال مسؤولون أمريكيون سابقون إنه يبدو أن هناك إجماعا ملحوظا بين وكالات الأمن القومي الامريكي على مزايا إبطاء الانسحاب مقابل بعض التشكك من جانب البيت الأبيض.
وقال ديفيد سيدني المسؤول السابق بوزارة الدفاع الذي كان مسؤولا عن أفغانستان وباكستان من 2009 إلى 2013 "ليست المسألة مجرد وقوف الجنرالات في مواجهة المدنيين. بل وقوف الجنرالات والمدنيين في مواجهة البيت الابيض."
وأضاف أن قرار أوباما في الخريف الماضي تخويل القوات الامريكية إنقاذ القوات الأفغانية في الحالات الطارئة وإبقاء قوات إضافية في أفغانستان هذا العام لتعويض نقص القوات من جانب شركاء في حلف شمال الاطلسي هما العلامات الأولى لتغيير نهجه. ولم تضطر القوات الامريكية هذا العام للتدخل لانقاذ قوات أفغانية.
وقال المسؤول الأمريكي الكبير الأول إن من الظلم التلميح بأن البيت الأبيض ووكالات رئيسية وقفت موقف الخصوم. وأضاف أن ثمة اتفاقا واسعا على دعم الرئيس عبد الغني الذي اتفق على اقتسام السلطة مع عبد الله في العام الماضي بعد الانتخابات التي شهدت نزاعا على نتائجها.