من روبن إيموت
تراباني (إيطاليا) (رويترز) - قال مسؤولون كبار بحلف شمال الاطلسي يوم الاثنين ان ألمانيا وتركيا وإيطاليا تتجه الى إبقاء قواتها التي نشرتها في أفغانستان عند مستوياتها الحالية بعد ان قررت الحكومة الأمريكية تمديد وجودها العسكري هناك والذي بدأ قبل 14 عاما.
وأثارت سيطرة حركة طالبان لفترة قصيرة على عاصمة إقليم قلقا بشأن قوة الدولة الأفغانية وتقول الولايات المتحدة والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي الآن إن الأحداث وليس الجدول الزمني هي التي يجب ان تحدد الخفض التدريجي للقوات.
وقال الجنرال فيليب بريدلاف القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا إنه لديه تأكيدات من دول الحلف بأنها ستبقى مع القوات البالغ قوامها نحو عشرة آلاف جندي أمريكي في أفغانستان. وقال إن المناقشات مستمرة عن الأعداد الدقيقة للقوات لكن أكبر عمليات انتشار وطنية للقوات ليست موضع شك.
وقال بريدلاف للصحفيين "كثير من أكبر المساهمين بقوات اتصلوا بنا بالفعل وقالوا إنهم سيحافظون على وضعهم الحالي."
وامتنع عن الخوض في تفاصيل. لكن مسؤولا ثانيا كبيرا في حلف شمال الأطلسي قال إن ألمانيا وتركيا وإيطاليا مستعدة للبقاء في أفغانستان عند المستويات الراهنة.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي الأسبوع الماضي إن ايطاليا تدرس إبقاء جنودها في أفغانستان عاما آخر. وقال المسؤول إن "ما نفهمه هو ان هذا سيحدث".
وألمانيا أكبر مساهم بقوات من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ولها نحو 850 جنديا في أفغانستان يأتي بعدها ايطاليا بقوة قوامها 760 جنديا ونحو 500 جندي من تركيا وذلك وفقا لأحدث بيانات للحلف.
وقال بريدلاف "يجب أن نجري أي تغييرات في هيكل قواتنا على أساس الأوضاع على الأرض وليس على أساس الجدول الزمني." وأضاف "دول أخرى تتصل بالفعل لتفيد بأنها ملتزمة".
وعلى عكس الولايات المتحدة لم يحدد حلف الأطلسي على الإطلاق موعدا لإنهاء مهمته التدريبية في أفغانستان والتي يبلغ قوامها الآن ستة آلاف جندي وتشمل أيضا قوات من نحو 40 دولة من بينها دول أعضاء في الحلف والولايات المتحدة وحلفائها.
وقال مسؤول ثالث إنه من المتوقع أن يصدر قرار رسمي في الاجتماع القادم لوزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في بروكسل في أوائل ديسمبر كانون الاول.
* قوات قادرة
رغم أن القوات الأفغانية استعادت السيطرة على مدينة قندوز الشمالية الإستراتيجية فإن سقوطها لفترة وجيزة في أيدي طالبان الشهر الماضي أكد القلق بشأن قدرات قوات الأمن الافغانية.
وأثارت ضربة عسكرية أمريكية في قندوز أصابت مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود غضبا دوليا وأكدت على مخاطر التعجل في ترك هذا البلد الضعيف.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يهدف إلى سحب كل القوات ماعدا قوة أمريكية صغيرة قبل انتهاء ولايته معلقا الآمال على تدريب وتجهيز قوات محلية لاحتواء متشددي طالبان الذين يقاتلون للعودة الى السلطة.
لكنه الآن سيبطيء خططا لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان ويحتفظ بدلا من ذلك بقواته الراهنة التي تبلغ 9800 جندي خلال معظم عام 2016 قبل أن يخفض المستويات من عام 2017 .
وأنفقت واشنطن نحو 65 مليار دولار على إعداد قوات الأمن الوليدة الأفغانية المكونة من نحو 350 ألف فرد.
وما زال هذا هدفا بعيد المنال وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين الأسبوع الماضي في بروكسل إن حلف شمال الأطلسي يجب ان يتأكد من ان الأفغان قادرون على المحافظة على استقرار بلادهم.
لكن وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر يعد أيضا طلب تمويل أمريكيا لمساندة القوات الأفغانية عند مستويات ذروتها والبالغة نحو 350 ألف جندي في عام 2017 "وما بعده".