من جيفري هيلر
القدس (رويترز) - أشاد الحلفاء السياسيون لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اليمين المتطرف يوم الخميس بالتحول في الموقف الأمريكي عن دعم قيام دولة فلسطينية وتجاهلوا دعوة الرئيس دونالد ترامب للحد من البناء الاستيطاني على الأرض المحتلة.
وكان ترامب تخلى يوم الأربعاء في أول لقاء له مع نتنياهو وجها لوجه منذ تنصيبه عن الالتزام الأمريكي بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعد أن ظل هذا الحل على مدى سنوات طويلة يمثل حجر الزاوية في سياسة واشنطن في الشرق الأوسط.
وقال الرئيس الجمهوري إنه سيقبل أي حل سلمي يختاره الإسرائيليون والفلسطينيون سواء انطوى على قيام دولتين أو على أساس دولة واحدة.
وقال ترامب "أستطيع التعايش مع أي من الحلين."
ونسب حزب البيت اليهودي القومي المتطرف المشارك في حكومة نتنياهو الائتلافية بعض الفضل في هذا التحول لنفسه.
وقال وزير العدل ايليت شاكيد من حزب البيت اليهودي لراديو إسرائيل مشيرا إلى ضغوطه على نتنياهو قبل سفره "ما فعلناه... ساهم بالتأكيد في تغيير الصورة."
وأبدى نفتالي بينيت رئيس الحزب والذي يطالب بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة لإسرائيل تفاؤلا مساويا في تعليقات نشرها على فيسبوك.
وقال بينيت الذي يتنافس مع نتنياهو على أصوات الناخبين اليمينيين لكن حزبه مهم في تماسك الائتلاف الحاكم "تم إنزال العلم الفلسطيني وحل محله العلم الإسرائيلي."
* نتنياهو حصل على "ما أراده"
قبل رحلة نتنياهو قال بينيت على فيسبوك إن "الأرض ستهتز" إذا استخدم رئيس الوزراء كلمتي "الدولتين" أو "فلسطين" في واشنطن. وبالفعل لم يستخدمهما.
ولم يستبعد نتنياهو - الذي أيد إقامة دولة فلسطينية بشروط عام 2009 - صراحة إقامة وطن للفلسطينيين خلال محادثاته مع ترامب لكنه تحاشى استخدام لفظ الدولتين في تصريحاته.
وقالت المعلقة السياسية سيما كادمون في صحيفة يديعوت أحرونوت إن اليمينيين لديهم من الأسباب ما يدعوهم للتفاؤل لكنها أضافت أن ذراع نتنياهو لا يحتاج إلى لي عندما يتعلق الأمر بإقامة دولة فلسطينية.
وقالت "نتنياهو حصل بالضبط على ما أراده من الرئيس الأمريكي. دولة أو دولتان... ما الفارق؟ هذا بالضبط هو الموقف الذي أراد نتنياهو أن يراه من الرئيس - شخص ليس لديه أدنى فكرة عما يتحدث عنه."
وعلى النقيض أبدى الفلسطينيون انزعاجهم لتغير لهجة الخطاب الأمريكي. وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان التزامه بحل الدولتين وطالب بوقف التوسع الاستيطاني.
وفي المقابلة الإذاعية هون شاكيد من الدعوة المفاجئة التي وجهها ترامب لنتنياهو للامتناع عن البناء الاستيطاني وأشار إلى أنها لا تمثل طلبا بتجميد كامل للاستيطان.
وفي بيان رحب به المسؤولون الإسرائيليون هذا الشهر تحول البيت الأبيض عن موقفه الثابت منذ فترة طويلة بالتنديد بالبناء على الأرض المحتلة رغم أن البيان قال إن بناء مستوطنات جديدة أو التوسع في المستوطنات القائمة قد لا يساعد في تحقيق السلام.
ومنذ تنصيب ترامب في 20 يناير كانون الثاني أعلنت إسرائيل خططا لبناء حوالي 6000 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية الأمر الذي أثار إدانات أوروبية وفلسطينية.
(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)