لندن (رويترز) - قال مسؤول سابق في المخابرات البريطانية إن سوريا أصبحت حاضنا عالميا واضحا لجيل جديد من المتشددين بعدما زادت الجماعات الإسلامية عدد مجنديها الأجانب أكثر من المثلين إلى 31 ألفا خلال 18 شهرا.
وفي خضم الفوضى الناجمة عن الحرب الأهلية في سوريا ينتهي المطاف بأغلب المقاتلين الأجانب في جماعات متشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية الذي ينتهج تفسيرا متشددا للإسلام لتبرير هجماته على خصومه ولفرض حكم قمعي للغاية على مساحات كبيرة من الأراضي الخاضعة لسيطرته في العراق وسوريا.
وقال ريتشارد باريت الرئيس السابق لمكافحة الإرهاب العالمي في المخابرات البريطانية التي يطلق عليها اختصارا "إم.آي.6" "بلغت الدولة الإسلامية في نجاحها ما حلمت به غيرها من الجماعات الإرهابية الأخرى التي أصبحت الآن تقليدية وقديمة مثل القاعدة."
وقال باريت في تقرير ارسل عبر البريد الالكتروني "رغم الجهود الدولية المتواصلة لاحتواء الدولة الإسلامية ومنع تدفق متشددين إلى سوريا فإن عدد المقاتلين الأجانب زاد للضعف."
وأعلنت الدولة الإسلامية مسؤوليتها عن هجمات باريس في الثالث عشر من نوفمبر تشرين الثاني التي أودت بحياة 130 شخصا وإسقاط طائرة ركاب روسية في 31 أكتوبر تشرين الأول فوق شبه جزيرة سيناء المصرية قتل فيها 224 شخصا. وتوعد التنظيم بالمزيد من الهجمات على الغرب وروسيا.
وقتلت القاعدة نحو 3000 شخص في هجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول 2001. ويقول زعماء غربيون إن الدولة الإسلامية التي أعلنت الخلافة في مناطقها بسوريا والعراق تشكل الآن خطرا أكبر بكثير.
ودفعت هجمات الدولة الإسلامية التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم بريطانيا وفرنسا لشن ضربات جوية مكثفة على التنظيم. وتقوم روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الاسد بقصف التنظيم ايضا بالإضافة إلى جماعات معارضة للأسد.
ويقول مسؤولو مخابرات غربيون إن المقاتلين الأجانب الذين ينضمون للمتشددين في سوريا يشكلون تهديدا للأمن القومي لما يكتسبونه من خبرات قتالية في سوريا فضلا عن تشددهم قبل عودتهم بسهولة إلى اوروبا وتنفيذ هجمات.
وكتب باريت في تقريره قائلا "حتى إذا اصبح تنظيم الدولة الإسلامية مشروعا فاشلا في تدهور مستمر فإنه سيستمر في التأثير على تحركات أتباعه وقد يصبح أكثر خطرا مع اقترابه من نهايته."
*القتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية
وقال باريت الذي يعمل حاليا في مجموعة سوفان للاستشارات في نيويورك إن أغلب المقاتلين الأجانب الذين يتدفقون على سوريا عرب من الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأضاف في تقريره أن أعدادا كبيرة تأتي من تونس والسعودية والاتحاد السوفيتي السابق بينما سافر نحو خمسة آلاف من الاتحاد الاوروبي.
وجاء في عنوان التقرير إن ما يتراوح بين 27 إلى 31 ألف مقاتل أجنبي سافروا إلى سوريا والعراق مقارنة بما يقدر بنحو 12 ألفا ذكرهم باريت في تقرير في يونيو حزيران 2014.
وجذب المتشددون في سوريا مقاتلين من 86 بلدا تمتد من النرويج وحتى اوزبكستان وزيادات مستمرة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والاتحاد السوفيتي السابق.
وقال باريت إن حوالي ستة آلاف من تونس و2500 من السعودية و2400 من روسيا سافروا الى سوريا مضيفا أن خمسة آلاف من أوروبا يضمون نحو 3700 من أربع بلدان وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا سافروا الى سوريا.
وقد يكون العدد الخاص بفرنسا مبالغا فيه حيث يقول مسؤولون إن 1800 مواطن ومقيم يرتبطون بالدولة الإسلامية لكن العدد يشمل من قتلوا وسجنوا وعادوا أو يخططون للذهاب.
وزادت بوتيرة كبيرة أعداد المجندين الجدد في الدولة الإسلامية من الاتحاد السوفيتي السابق وخاصة روسيا وجمهورتي الشيشان وداغستان في شمال القوقاز وايضا البلدان المسلمة في آسيا الوسطى.
وقال باروت "في ظل تغيير الدولة الإسلامية لتركيزها من إحكام السيطرة على إراض إلى مهاجمة أعدائها الأجانب في بلدانهم أو استهداف مصالحهم في أي مكان فإن طبيعة مجنديها الأجانب ستتغير أيضا."