من جيمس أوليفانت وميشيل كولن
واشنطن/ نيويورك (رويترز) - ما حدث من دونالد ترامب زاد المهمة الصعبة أصلا صعوبة في نظر الحزب الجمهوري.
فعلى مدى سنوات حرص الجمهوريون - يدعمهم في ذلك بعض المتبرعين من ذوي النفوذ - على استمالة أصوات اليهود الأمريكيين الذين يعتبرون أمن اسرائيل همهم الأكبر.
وقبل أقل من أسبوع وقف عدد من الساعين إلى الفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة أمام مجموعة من المحافظين اليهود في واشنطن طلبا لدعمهم وأعلنوا تضامنهم مع الدولة اليهودية.
لكن جمهوريين بارزين قالوا إن الاقتراح الذي طرحه ترامب لمنع دخول كل المسلمين الأجانب إلى الولايات المتحدة قلب الأمر رأسا على عقب. وأصبحت العيون تنظر بقلق إلى زيارته المرتقبة لاسرائيل في نهاية ديسمبر كانون الاول.
وقال نورم كولمان عضو مجلس الشيوخ عن ولاية مينيسوتا وعضو مجلس التحالف الجمهوري اليهودي لرويترز "ما من شك أن هذا غير مفيد."
وقال لي كوان خبير الاستراتيجية الجمهورية "الطائفة اليهودية بصفة جماعية لديها ذاكرة مؤسسية وندوب مؤسسية من أحداث سابقة في التاريخ تعرضت فيها جماعة للاضطهاد بناء على الدين وحده."
وأضاف أن ترامب يلحق الضرر بالحزب.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري دعا ترامب الذي يتقدم سباق الجمهوريين الساعين إلى الفوز بمقعد الرئاسة في الانتخابات التي تجري في نوفمبر تشرين الثاني 2016 إلى فرض حظر يمنع المسلمين بمن فيهم المهاجرون والطلبة والسياح من دخول الولايات المتحدة في أعقاب حادث اطلاق اثنين من المتطرفين المسلمين النار على حفل مما أدى لسقوط 14 قتيلا في كاليفورنيا.
وأثار اقتراحه إدانات من زملاء له في الحزب الجمهوري ومن الديمقراطيين والبيت الابيض وجماعات حقوق الانسان وحكومات أجنبية ومتشددين في سوريا بل ومن مارك زوكربرج الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك.
وقال بعض اليهود من الجمهوريين أيضا إنهم لن يؤيدوا ترامب بعد الآن. وتحدثت رويترز مع خمسة منهم كانوا يؤيدون الملياردير ترامب حتى يوم الأحد لكنهم أعادوا التفكير في موقفهم منذ ذلك الحين.
وقال بول كوهين (59 عاما) الذي تقاعد قبل سبع سنوات من منصب إداري في شركة انتل "موقفه تجاوز الحد المعقول بالنسبة لي. وأنا أفكر في خيارات ثانية مثل تيد كروز وهو ما لم أكن أفعله من قبل."
وفي حين شعر المسؤولون الأمنيون في الولايات المتحدة بالقلق خشية أن تضر تصريحات ترامب بمساعي مكافحة الارهاب على المستوى العالمي فقد أبدى الجمهوريون قلقا ثانويا يتمثل فيما إذا كان حديث ترامب سيدفع بمزيد من الناخبين اليهود لتأييد الحزب الديمقراطي.
ففي الحملة الانتخابية عام 2008 حصل باراك أوباما على 78 في المئة من أصوات اليهود. وبعد أربع سنوات حاول المرشح الجمهوري ميت رومني دق إسفين بين هؤلاء الناخبين وأوباما بمهاجمة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط موضحا أنه سيكون شريكا أكثر ولاء لاسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.
وحصل أوباما في نهاية الأمر على 69 في المئة من أصوات اليهود وأعيد انتخابه. ومع ذلك فقد كان أداء رومني أفضل من أي مرشح جمهوري على مدى ربع قرن.