من دارين باتلر
ديار بكر (تركيا) (رويترز) - قال عبد الله أوجلان زعيم المقاتلين الأكراد المسجون في تركيا يوم السبت إن تمرد حزب العمال الكردستاني على الدولة التركية أصبح "من الصعب مواصلته" لكنه لم يعلن وقفا فوريا للكفاح المسلح.
وفي رسالة قرأها سياسيون أكراد أمام عشرات الآلاف الذين احتشدوا بمدينة ديار بكر في جنوب شرق تركيا دعا أوجلان إلى عقد اجتماع للحزب لبحث إلقاء سلاحه.
وقال في رسالته بمناسبة احتفالات الاكراد بالسنة الجديدة (نوروز) ان "هذا الكفاح لحركتنا التي بدأت قبل 40 عاما وامتلأت بالألم لم يذهب هباء لكنه أصبح في الوقت نفسه من الصعب مواصلته."
وعندما كان رئيسا للوزراء أطلق الرئيس التركي رجب طيب اردوغان المحادثات مع أوجلان أواخر 2012 لانهاء التمرد الذي قتل فيه 40 ألف شخص وألحق اضرارا شديدة باقتصاد المنطقة وشوه صورة تركيا في الخارج. ولم يتحقق تقدم كبير منذ ذلك الحين لكن ثقة الأكراد في أوجلان لا تزال كما هي.
وقال أوجلان "التاريخ وشعبنا يطالبانا بحل ديمقراطي وسلام يتماشى مع روح العصر." ودعا إلى اجتماع لحزب العمال الكردستاني لتحديد "استراتيجيته السياسية والاجتماعية بما يتماشى مع روح المرحلة الجديدة."
وكان اردوغان أثار الغضب الأسبوع الماضي عندما قال إنه لا توجد "مشكلة كردية" في تركيا. وقال الرئيس التركي في كلمة القاها على بعد مئات الكيلومترات في مدينة دنيزلي إنه يأمل أن يصبح اليوم السبت نقطة تحول.
واضاف قائلا "ليصبح حجر زاوية يجمع الحب بحق.. وليس نوروزا كما كان في الماضي عندما كان يحدث حرق وتدمير في كل مكان بقنابل المولوتوف والحجارة والألعاب النارية."
ورقص شبان يرتدون زي المقاتلين وشابات في أزياء ملونة فيما تعالت أصوات الأغاني الوطنية الكردية بمناسبة الاحتفالات. وقال منظمون إن مليون شخص شاركوا في الاحتفالات لكن لم تصدر أرقام رسمية عن السلطات المحلية.
ووضعت شاشات كبيرة على جانبي مسرح وعليها صورة لأوجلان ولوح الحشد بأعلام حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنظيما إرهابيا.
وقال دولت بهجلي زعيم حزب الحركة القومية اليميني في اجتماع للحزب "الأكراد يستغلون هذا اليوم .. النوروز.. كمناسبة لتحدي الدولة" واتهم حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب العمال الكردستاني "بحفر حفرة لتركيا".
وأضاف قائلا "هؤلاء الخونة الذين يلقون بتاريخ تركيا في النار سيحترقون بهذه النار."
*انتخابات
وفي انتقاد مباشر غير معتاد وجه بولنت ارينتش نائب رئيس الوزراء التركي اتهاما لاردوغان بأنه "عاطفي" ويتدخل في شؤون الحكومة بعدما قال الرئيس التركي إنه لا يوافق على تشكيل لجنة لمراقبة عملية السلام وهي خطوة تم الاتفاق عليها مع سياسيين أكراد.
وقال ارينتش للصحفيين "الحكومة هي التي تدير البلاد. الرئيس وهو يتحدث بهذا الشكل إلى حد انتقاد حكومتنا قد ينهك الحكومة."
كان أوجلان قد أعلن في نفس المناسبة قبل عامين وقف إطلاق النار وقال في اعلان مكتوب "حان الوقت كي تصمت الأسلحة."
وبدأ مقاتلو أوجلان في الانسحاب إلى العراق بعد ذلك بشهرين بموجب اتفاق ينص على منح حقوق أكبر للأكراد الذين يمثلون ما يصل إلى نحو 20 في المئة من عدد السكان في تركيا البالغ 78 مليون نسمة.
وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح في 1984 سعيا لإقامة دولة كردية مستقلة في جنوب شرق تركيا. وقلص الأكراد مطالبهم الي حكم ذاتي وتعليم اللغة الكردية وتغيير قوانين متعلقة بالأمن.