باريس (رويترز) - قال منظمو قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ يوم الثلاثاء إن فرنسا ستبت بحلول الخميس فيما اذا كانت ستسمح لنشطاء بتنظيم مسيرة في باريس في 29 من الشهر الجاري عشية انعقاد القمة وذلك في أعقاب الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية وأودت بحياة نحو 130 شخصا.
واجتمع النشطاء مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس -الذي تستضيف بلاده القمة التي تعقد بين 30 نوفمبر تشرين الثاني الجاري و11 ديسمبر كانون الأول القادم- لعرض الأمر عليه بشأن المسيرة المقررة في وسط العاصمة التي شهدت الهجمات التي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنها.
وقال ايروس سانا أحد منظمي المسيرة لرويترز إن الحكومة "سترد علينا مساء اليوم (الأربعاء) أو غدا الخميس بشأن المسائل الأمنية واللوجستية".
كانت نحو 130 منظمة منها ما ينتمي لنقابات العمال وغيرها تهدف لتنظيم أضخم مسيرة في التاريخ بشأن تغير المناخ تنافس واحدة جرت في نيويورك عام 2014 قال منظموها إنها اجتذبت 310 آلاف شخص.
كانت فرنسا قد أكدت في مطلع الاسبوع ان القمة ستعقد في موعدها لكن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قال يوم الاثنين إن محادثات تغير المناخ التابعة للأمم المتحدة ستقتصر على المباحثات الرسمية الأساسية مع إلغاء المسيرات والحفلات الموسيقية.
واجتمع منظمو المسيرة يوم الاثنين واتفقوا على محاولة ايجاد مخرج لتنظيم المسيرة فيما حثوا الجماهير في مناطق أخرى من العالم على تنظيم مسيرات في مدن تمتد من سيدني الى لندن.
يهدف منظمو المسيرة الى ممارسة ضغوط على زعماء العالم -منهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما- للموافقة على اتفاق رصين لخفض الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري.
وقال فالس إن الزعماء الأجانب لم يطلبوا من فرنسا إرجاء القمة مشيرا إلى أن أي تأجيل للقمة كان سيعتبر "رضوخا للإرهابيين".
وتقول جماعات النشطاء إنها ستحترم أي حظر يفرض بموجب حالة الطوارئ التي أعلنت في البلاد في أعقاب هجمات يوم الجمعة الماضي وقال فابيوس إن الكثير من زعماء العالم أكدوا أنهم سيحضرون القمة.
ونقل عن بعض زعماء العالم قولهم لفابيوس "لم نكن نخطط فقط للمجيء بل بات يتوجب علينا الآن أن نأتي إذ يتعين علينا أن نبرهن للأرهابيين أننا لا نخشاهم".
وقال خبراء في شؤون تغير المناخ إن القمة ستناقش باستفاضة العلاقة بين تغير المناخ والأمن القومي وهو موضوع يركز عليه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بين الحين والآخر.
وعلى سبيل المثال قالت دراسة أوردتها الدورية الأمريكية للأكاديمية القومية للعلوم إن الجفاف وتغير المناخ -المسؤول عنه البشر- ربما كانا ضمن الأسباب الكامنة التي أدت إلى تفجر الصراع في سوريا.