باريس (رويترز) - طالبت فرنسا وايطاليا يوم الثلاثاء باتفاق بين الفصائل المتحاربة في ليبيا وقالتا إن العالم لا يمكنه تجاهل الوضع شبه الفوضوي هناك الذي يقوض الأمن الإقليمي ويغذي أزمة مهاجرين متزايدة.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند إنهما اتفقا على أن ليبيا "يجب أن تكون أولوية للمجتمع الدولي وليس مشكلة تفوض بها دولة أوروبية واحدة."
لكنه اضاف "اليوم لا توجد خطط لمهمة حفظ سلام أيضا لأن الأوضاع من الناحية الفنية وفيما يخص الامداد والتموين ليست ملائمة."
ومرارا حذرت إيطاليا التي تبعد جزرها الجنوبية عن ليبيا نحو 300 كيلومتر فقط من الخطر الذي يمثله انهيار النظام في ليبيا التي توجد فيها حكومتان تتقاتلان من أجل السيطرة على البلاد.
ووصل إلى الأراضي الإيطالية مئات الألوف من المهاجرين في قوارب غير آمنة يشغلها مهربون انطلاقا من ليبيا وقتل أكثر من 300 مهاجر في وقت سابق هذا الشهر خلال محاولتهم عبور البحر إلى أوروبا.
وتصاعدت المخاوف الأمنية الأوروبية مع الزيادة الكبيرة في عدد المهاجرين واتساع رقعة نشاط متشددي الدولة الإسلامية الذين هددوا بمد حملتهم العنيفة إلى أوروبا.
وقال أولوند للصحفيين بعد اجتماع مع رينتسي "فرنسا تؤيد جهود إيطاليا لإيجاد حل على أعلى مستوى -أي الأمم المتحدة- لحالة من الفوضى والإرهاب."
وأضاف "أول شىء مطلوب إيجاد اتفاق سياسي بين الفصائل المختلفة وضمان أن تكون هناك حكومة واحدة وبرلمان واحد وبنك مركزي واحد."
ولفرنسا أكثر من ثلاثة آلاف جندي في منطقة الساحل الأفريقية كجزء من قوة لمكافحة الإرهاب تلاحق متشددي القاعدة من جنوب ليبيا إلى موريتانيا. واستبعدت باريس التدخل في ليبيا بقرار منفرد منها لكنها حذرت مرارا من أنه سيأتي وقت يكون مطلوبا فيه التعامل مع الإسلاميين المتشددين في البلاد.