من جون ايريش
باريس (رويترز) - قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم الجمعة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب من فرنسا وضع خريطة لأماكن تواجد الجماعات التي تحارب متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا حتى لا تقصفها الطائرات الروسية.
واتفق بوتين مع نظيره الفرنسي فرانسوا أولوند خلال محادثات في موسكو الخميس على تبادل المعلومات عن الدولة الإسلامية وجماعات المعارضة المسلحة الأخرى لتحسين فعالية حملتي القصف الجوي اللتين تنفذهما الدولتان في سوريا.
وقال فابيوس في تصريحات (لأر.تي.إل.) بعد مرافقته أولوند إلى موسكو "طلب منا وضع خريطة بالجماعات غير الإرهابية التي تقاتل داعش (الدولة الإسلامية). والتزم بعدم قصفها ما إن نزوده بما طلب."
واتهم الغرب موسكو باستهداف الجماعات المسلحة المعارضة للنظام السوري المدعومة من الغرب في معظم الأحيان.
وكثفت فرنسا حملة القصف الجوي لأهداف الدولة الإسلامية في سوريا منذ أعلن التنظيم المسؤولية عن هجمات وقعت في فرنسا في 13 نوفمبر تشرين الثاني أسفرت عن مقتل 130 شخصا.
كما أعلن التنظيم المتشدد مسؤوليته عن إسقاط طائرة روسية تحطمت في شبه جزيرة سيناء المصرية في 31 اكتوبر تشرين الأول وهو ما أدى الى مقتل 224 شخصا كانوا على متنها.
وقال فابيوس "هناك الآن نقطة واحدة يتفق عليها الجميع وهي هدف تدمير داعش (الدولة الإسلامية)... أعتقد أننا نحرز تقدما على هذا الصعيد."
وأضاف أن الأولويات بالنسبة للجانبين في الأسابيع القادمة ستكون تحرير الرقة معقل الدولة الإسلامية في سوريا وكذلك استهداف البنية التحتية النفطية التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد.
وقال "هذا هو المركز العصبي لداعش (الدولة الإسلامية) حيث بدأت الهجمات خاصة تلك التي وقعت في فرنسا."
مصير الأسد
ظل الخلاف بين بوتين واولوند قائما يوم الخميس إزاء مصير الرئيس السوري بشار الأسد وهو ما يمكن ان يكون عقبة في طريق التعاون بين موسكو والغرب.
والأسد حليف لروسيا لكن الدول الغربية وتركيا ودول عربية مثل السعودية تحمله المسؤولية عن الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الخامس وتريد رحيله عن الحكم.
وقال فابيوس "إذا أردنا التحرك من أجل سوريا حرة وموحدة فلا يمكن له (الأسد) وهو المسؤول عن مقتل 300 ألف شخص وتشريد الملايين أن يقود ذلك... لا يمكن أن يمثل الأسد مستقبل هذا الشعب."
وقال اولوند في موسكو إن باريس مستعدة لزيادة دعمها للجماعات التي تحارب الدولة الإسلامية. كان مسؤولون فرنسيون قد صرحوا بأنهم يدرسون إرسال قوات خاصة لمساعدتها وهي خطوة نوقشت مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن يوم الثلاثاء.
وأرسلت الولايات المتحدة قوات خاصة بالفعل وقال فابيوس إن من الممكن أن تحذو فرنسا حذوها.
وأضاف "هناك قاعدة فيما يتعلق بالالتزام بقوات خاصة وهي أننا لا لا نعلن عن ذلك في العموم... وبالتالي فإن من الممكن أن نقوم بذلك دون إعلانه واذا فعلنا فسيكون عددا محدودا."