واشنطن (رويترز) - قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الخميس إن قاذفتي قنابل أمريكيتين بي-52 حلقتا هذا الاسبوع بالقرب من جزر صناعية شيدتها بكين في بحر الصين الجنوبي وانهما تلقتا إتصالا من مراقبين صينيين على الأرض لكن ذلك لم يردعهما عن مواصلة مهمتهما.
وجاءت أحدث دورية أمريكية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه قبل زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي المنطقة الأسبوع القادم لحضور ثلاث قمم اسيوية حيث من المتوقع ان يؤكد مجددا تعهد واشنطن بضمان حرية الملاحة والرحلات الجوية في المنطقة.
وتطالب الصين بالسيادة على معظم بحر الصين الجنوبي الذي تمر فيه تجارة عالمية تزيد قيمتها عن خمسة تريليونات دولار سنويا وتقول الولايات المتحدة انها ستواصل القيام بدرويات لضمان حرية الملاحة. ولماليزيا وبروناي والفلبين وتايوان مطالب أيضا في المنطقة.
وقال المتحدث باسم البنتاجون بيل اوربن إنه في أحدث مهمة والتي نفذت ليل 8 و9 نوفمبر تشرين الثاني قامت القاذفتان الاستراتيجيتان بالتحليق "في منطقة" جزر سبراتلي لكنهما لم تقتربا من الاثني عشر ميلا بحريا التي أعلنت الصين السيادة عليها حول جزر شيدتها في الارخبيل.
واضاف قائلا "القاذفتان بي-52 كانتا في مهمة روتينية في بحر الصين الجنوبي" وأقلعتا وعادتا إلي جوام.
وقال اوربن إن مراقبين أرضيين صينيين اتصلوا بالقاذفتين لكنهما واصلتا مهتمها كاملة.
وفي وقت سابق أبلغ بيتر كوك -وهو متحدث آخر باسم البنتاجون- الصحفيين "نحن نقوم برحلات لقاذفات بي-52 في المجال الجوي الدولي في ذلك الجزء من العالم في كل الأوقات."
وفي بكين رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونج لي على سؤال بشأن القضية قائلا إن بلاده تحترم الدول التي تمارس حرية الملاحة والتحليق فوق بحر الصين الجنوبي في إطار القانون الدولي.
وأضاف المتحدث "نعارض تماما أي بلد ينتهك ويسيء للقانون الدولي ويسيء لسيادة الصين ومصالحها الأمنية تحت اسم حرية الملاحة والتحليق."
كانت سفينة حربية أمريكية نظمت دورية الشهر الماضي عند الحدود الإقليمية حول واحدة من مجموعة جزر صناعية شيدتها الصين في جزر سبراتلي في واقعة كانت أكبر تحد أمريكي حتى الآن للحدود الإقليمية التي أعلنتها الصين حول جزرها الجديدة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إنه لا يعرف ما إذا كان بحر الصين الجنوبي ضمن جدول الأعمال الرسمي لأي من القمم الاسيوية الثلاث التي سيحضرها اوباما لكنه اضاف ان الموضوع سيكون "في أذهان وعلى شفاه" الزعماء المشاركين.
والمحطة الأولى لأوباما ستكون مانيلا حيث سيحضر قمة منتدى التعاون الاقتصادي اسيا-المحيط الهادي والذي سيشارك فيه أيضا الرئيس الصيني شي جين بينغ. وسيسافر الرئيس الأمريكي بعد ذلك إلى كوالالمبور حيث سيحضر قمة رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) وقمة شرق اسيا.
وأبلغ ايرنست الصحفيين "نحن مهتمون جدا بحماية حرية الملاحة والتدفق الحر للتجارة في بحر الصين الجنوبي... وسنواصل تشجيع جميع الاطراف -كبيرة وصغيرة- على حل خلافاتها بالطرق الدبلوماسية وألا تحاول استخدام حجمها وقوتها النسبية لترويع جيرانها."