من ماهر شميطلي
بغداد (رويترز) - قال الجيش العراقي يوم الأحد إن قوات الحشد الشعبي استعادت السيطرة على بلدة البعاج من تنظيم الدولة الإسلامية لتزيد بذلك من تقليص المنطقة الخاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد في شمال البلاد في إطار حملة تدعمها الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الموصل.
وبعد ثمانية أشهر من انطلاق حملة تحرير الموصل تم طرد الدولة الإسلامية من كل أنحاء المدينة باستثناء جيب على الضفة الغربية لنهر دجلة.
ومع تقدم القوات التي تقاتل إلى جانب الحكومة العراقية راحت تنحسر سيطرة الدولة الإسلامية على المنطقة الشمالية على الحدود مع سوريا وهي منطقة صحراوية تعتقد مصادر أمريكية وعراقية أن أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم يختبئ فيها.
وقال بيان من قيادة العمليات المشتركة العراقية "قوات الحشد الشعبي وبإسناد طيران الجيش تحرر قضاء البعاج بالكامل وترفع العلم العراقي على مبانيه".
والحشد الشعبي مدعوم من إيران التي تلعب دورا في الحملة الرامية لهزيمة الدولة الإسلامية في الموصل ومحافظة نينوى. والموصل عاصمة نينوى.
وتركز القوات العراقية جهودها على طرد المتشددين من الجيوب الباقية تحت سيطرته في الموصل وهي المعقل الرئيسي للتنظيم في العراق منذ عام 2014.
وعلى الرغم من أن الحشد يتبع شكليا الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة فإن له مستشارين من الجيش الإيراني لقي أحدهم حتفه الشهر الماضي في قتال قرب البعاج.
وتأمين منطقة الحدود بين العراق وسوريا خطوة مهمة لإيران كي تتمكن من إعادة فتح طريق بري لإمداد الجيش السوري بالسلاح في حربه الطويلة ضد مقاتلي المعارضة والمتشددين.
وأصدر البيان الذي نشره الحشد الشعبي لإعلان السيطرة على البعاج أبو مهدي المهندس وهو قيادي بارز في الحشد يرتبط بعلاقات قديمة مع إيران.
وساعدت إيران في تدريب وتنظيم آلاف المقاتلين الشيعة من العراق وأفغانستان وباكستان في الحرب السورية. ويعمل مقاتلون من جماعة حزب الله اللبنانية كذلك عن كثب مع قادة عسكريين إيرانيين في سوريا.
وما زالت الدولة الإسلامية مسيطرة على منطقة صحراوية على امتداد الحدود جنوبي البعاج تضم معبر القائم الذي يربط أراضيها في العراق وسوريا.
ويعتقد مسؤولون أمريكيون وعراقيون ان البغدادي زعيم التنظيم ترك القادة الميدانيين وأتباعه المخلصين للقتال في الموصل وينصب اهتمامه حاليا على سلامته الشخصية.
وسيمثل سقوط الموصل فعليا نهاية الشطر العراقي من دولة الخلافة التي أعلنها البغدادي عام 2014 من مسجدها الكبير.
لكن سيظل التنظيم يسيطر على مركزين عراقيين أصغر حجما هما تلعفر، وهي مدينة تقطنها أغلبية من التركمان غربي الموصل، والحويجة وهي جيب بين الموصل وبغداد العاصمة العراقية الواقعة على مسافة 400 كيلومتر باتجاه الجنوب.
وفي سوريا تحاصر قوات كردية مدعومة بضربات جوية أمريكية قوات الدولة الإسلامية في مدينة الرقة المعقل الرئيسي للتنظيم في البلاد.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)