من إليزابيث بيبر وكايلي مكليلان
لندن (رويترز) - قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الخميس إن الوقت قد حان للانضمام للضربات الجوية ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لأن بريطانيا لا يمكن أن "تترك مهمة أمنها لدول أخرى".
ويساور القلق كثيرا من البريطانيين من دخول حرب أخرى في الشرق الأوسط بعد فشل التدخل الغربي في العراق وأفغانستان وليبيا في تحقيق الاستقرار للمنطقة ويعتقد البعض أنه أدى لصعود جماعات متشددة كتنظيم الدولة الإسلامية.
لكن منذ أن أعلن التنظيم مسؤوليته عن قتل 130 شخصا في باريس شعر بعض المشرعين الذين كانوا مترددين بشأن شن ضربات جديدة في سوريا بأن التحرك ضروري لحماية بريطانيا من مثل هذه الهجمات.
وخسر كاميرون تصويتا على شن غارات ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد في 2013 ويتعين عليه إقناع عدد من الأعضاء القلقين في حزبه- المحافظين- وفي حزب العمال المعارض بدعمه من أجل ضمان تأييد البرلمان لعمل عسكري.
وبعدما عرض وجهة نظره بدا وأن كاميرون قد أقنع اثنين على الأقل من 30 عضوا "متمردا" على الحزب كانوا قد صوتوا ضده في 2013 وقال وزير الخارجية فيليب هاموند إن الحكومة "تبني إجماعا الآن على عمل عسكري في سوريا".
وكتب كاميرون في رد على اعتراضات لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان "لا نملك ترف انتظار حل الصراع السوري قبل أن نتصدي للدولة الإسلامية."
وقال "من الخطأ أن تترك بريطانيا أمنها لدول أخرى وأن تتوقع أن تتحمل طواقم جوية لدول أخرى أعباء ومخاطر ضرب الدولة الإسلامية في سوريا لمنع الإرهاب هنا في بريطانيا."
لكن جيريمي كوربين زعيم حزب العمال وهو ناشط مخضرم معارض للحرب كتب لأعضاء البرلمان من حزبه يقول في وقت لاحق يوم الخميس إن كاميرون لم يعرض أسبابا مقنعة.
وقال في الخطاب الذي اطلعت رويترز على نسخة منه "لا أعتقد أن الاقتراح الحالي لرئيس الوزراء بشن ضربات جوية في سوريا سيحمي أمننا وبالتالي لا يمكنني دعمه."
وقال كوربين إن فريقه من كبار أعضاء البرلمان أجروا مناقشات مكثفة بشأن القضية خلال اجتماع يوم الخميس وسيجتمعون مرة أخرى يوم الاثنين "لمحاولة الوصول لرأي موحد".
* تغير في الآراء
قال كاميرون في رده المؤلف من 24 صفحة إن الحملة ضد الدولة الإسلامية تدخل مرحلة جديدة تركز على القيادة والسيطرة وخطوط الإمداد والدعم المالي وهي عوامل يمكن أن تساهم فيها بريطانيا بشكل جيد.
وقال إن على بريطانيا الاستجابة لطلبات حلفاء بينهم الولايات المتحدة لكيلا تخسر مكانة على الصعيد العالمي لكنه قال إنه لن يطرح الأمر للتصويت في البرلمان ما لم يتوفر له الدعم الكافي.
وأضاف أنه لا يريد منح الدولة الإسلامية "نصرا دعائيا" بخسارة تصويت.
وقال كاميرون لبعض أعضاء البرلمان- الذين يخشون أن يزيد الانضمام للضربات الجوية في سوريا خطر أن تصبح بريطانيا هدفا- إنه في ظل وجود خطر أمني كبير بالفعل على البلاد فإن الطريقة الوحيدة لتقليله هي "إضعاف" الدولة الإسلامية.
وبعد بيان كاميرون قال كريسبين بلانت رئيس لجنة الشؤون الخارجية وهو من حزب المحافظين إنه بات الآن يعتقد أنه ينبغي للبرلمان أن يدعم رأي رئيس الوزراء "بأنه ينبغي للمملكة المتحدة أن تلعب دورا كاملا في التحالف".
وقالت عضو آخر من المحافظين هي سارة ولاستون إنها غيرت رأيها وباتت الآن تدعم الغارات.
لكن آخرين في حزب العمال والحزب القومي الاسكتلندي قالوا إن رئيس الوزراء لم يقدم حتى الآن خطة سلام واضحة لسوريا بعد الحملة العسكرية. وعبر آخرون عن القلق من أن تفتح الغارات الجوية الطريق لإرسال قوات برية وهو ما نفاه كاميرون.