القدس (رويترز) - من المقرر إجلاء مستوطنين من بؤرة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة بموجب قرار محكمة إسرائيلية قبول اتفاق اقترحته الحكومة يوم الأحد لتفادي أي إخلاء قسري وحدوث مواجهة مع القوات.
وقضت المحكمة العليا بإخلاء بؤرة عمونا الاستيطانية التي يقطنها 330 مستوطنا بحلول يوم 25 ديسمبر كانون الأول الجاري. وقالت المحكمة إن البؤرة بنيت بشكل مخالف للقانون على أرض فلسطينية ذات ملكية خاصة.
والقضية - التي تعد اختبارا للسلطة بين أقصى اليمين الإسرائيلي متزايد النفوذ السياسي والقضاء المستقل - أدت إلى تشريع سيقنن بأثر رجعي الوحدات الاستيطانية التي بنيت على أراض فلسطينية.
وأيد شركاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتشددون في الحكومة الائتلافية القانون المقترح وحظي بدعم رئيس الوزراء.
ويحتاج مشروع القانون لاجتياز اقتراعين آخرين في البرلمان من أجل اعتماده. لكن قد تلغيه المحكمة العليا بعد ذلك حيث من المتوقع أن يطعن عليه معارضو الاستيطان.
واستثنيت بؤرة عمونا من مشروع القانون بسبب حكم المحكمة بإخلاءها. ونددت قوى غربية والأمم المتحدة بمشروع القانون ووصفه الفلسطينيون بأنه اغتصاب للأرض وخطوة تهدف لضم الضفة الغربية.
ومع تزايد المخاوف من اشتباكات محتملة بين مستوطني عمونا وداعمي القانون عقد عضو الائتلاف الحكومي المنتمي لأقصى اليمين نفتالي بينيت محادثات مع زعماء المستوطنين في وقت متأخر يوم السبت.
*ملاك "غائبون"
واتفقوا في المحادثات على زيادة عدد المنازل المتنقلة التي سيتم إقامتها في موقع جديد في عمونا فيما وصفته إسرائيل بالأرض التي تبقيها تحت وصايتها لملاكها الفلسطينيين الغائبين. وقبل المستوطنون الاتفاق في تصويت بالمعبد اليهودي في عمونا يوم الأحد.
لكن الاقتراح قد يواجه عقبة حيث يمكن الطعن على وضع "غائب" أمام المحكمة في حال ظهور مالك للأرض.
وقالت جماعة إسرائيلية مناهضة للاستيطان يوم الأحد إنها رصدت مالك أرض فلسطيني سيرفع دعوى قضائية.
ومنذ احتلال إسرائيل الضفة الغربية في حرب عام 1967 بنت نحو 120 مستوطنة رسمية على أراضيها تعتبر غير قانونية من معظم أنحاء العالم وعقبة في طريق إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وإضافة إلى المستوطنات الرسمية التي تدعمها إسرائيل دعما كاملا شيد المستوطنون أكثر من 100 بؤرة استيطانية العديد منها على التلال المواجهة للضفة الغربية وعادة بدعم حكومي ضمني.
ودعم موقف الساسة المنتمين لليمين في إسرائيل إشارات من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بموقف أمريكي أكثر قبولا للمستوطنات.
وقال ترامب إنه سينقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وهو ما سينهي إن حدث سياسة أمريكية طويلة الأمد وسيثير غضب العالم الإسلامي.
(إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)