من ستيفاني نبيهاي
جنيف (رويترز) - قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يوم الاثنين إن ما يصل إلى مئة ألف عراقي قد يتوجهون إلى سوريا وتركيا هربا من عملية عسكرية عراقية تهدف لانتزاع السيطرة على مدينة الموصل الشمالية من تنظيم الدولة الإسلامية.
وأطلقت المفوضية نداء لتقديم 61 مليون دولار لتوفير خيام ومخيمات وأفران للنازحين داخل العراق واللاجئين الجدد الذين يحتاجون للمأوى في الدولتين المجاورتين له. ويصل بذلك إجمالي مطالبات المفوضية للتعامل مع الأزمة إلى 196 مليون دولار.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وهي مثل المفوضية مقرها جنيف إن جميع المدنيين الذين يفرون من ديارهم "يجب أن يحظوا بالحماية وأن توفر لهم ممرات آمنة". وقالت اللجنة على حسابها على تويتر إن فرق الصليب الأحمر تعمل بالقرب من الموصل لمساعدة 270 ألف شخص بتقديم مساعدات غذائية ومساعدات طارئة أخرى.
وقالت المفوضية "تخشى مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أن تتسبب الأحداث بالموصل في فرار ما يصل إلى 100 ألف عراقي صوب سوريا وتركيا. تجرى خطط الاستعداد في سوريا لاستقبال ما يصل إلى 90 ألف لاجئ عراقي."
وبدأت القوات الحكومية العراقية يوم الاثنين عملية بدعم جوي وبري من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الموصل الشمالية آخر معقل كبير للمتشددين في العراق.
ونزح أكثر من ثلاثة ملايين شخص بالفعل في العراق عن بيوتهم وتقول وكالات الإغاثة إن ما يصل إلى مليون قد يفرون من الموصل التي يقطنها 1.5 مليون نسمة وأعلن التنظيم بها قيام دولة الخلافة في العراق وسوريا عام 2014.
وقالت ليز جراند منسقة الشؤون الإنسانية للعراق بالأمم المتحدة في أربيل الأسبوع الماضي إن الأمم المتحدة تستعد لأكبر العمليات الإنسانية وأعقدها على مستوى العالم في معركة الموصل.
وقالت لرويترز إن المدنيين يواجهون خطر استخدامهم كدروع بشرية أو حتى قصفهم بالغاز مشيرة إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية قال إنه قد يستخدم أسلحة كيماوية للدفاع عن المدينة.
وقالت المفوضية إنه يجري إعداد موقع استضاف من قبل لاجئين عراقيين من أجل استيعاب موجة أخرى في سوريا -التي يوجد بها حاليا نحو 26 ألف لاجئ عراقي.
وتابعت المفوضية أن اللاجئين من الموصل من المتوقع أن يدخلوا سوريا من قرية تل سفوك "وهي نقطة عبور يستخدمها المهربون بالأساس" على الحدود مع إقليم الحسكة. وحكومة دمشق تطبق سياسة الباب المفتوح مع اللاجئين.
لكن لجنة الإغاثة الدولية قالت في بيان إنه "ليست هناك مسارات آمنة واضحة للخروج من الموصل" مما يترك المدنيين معرضين لخطر الحصار وسط تبادل إطلاق النار أو السقوط ضحايا لمتفجرات وألغام أرضية.
وأبدت اللجنة قلقها من أن حرق النفط حول المدينة- وهو أسلوب تكتيكي يستخدمه مقاتلو التنظيم المتشدد لدى انسحابهم- سيكون مضرا خاصة بالأطفال وكبار السن.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)