من مايان لوبيل
القدس (رويترز) - حددت السلطات الاسرائيلية يوم الاثنين هوية أحد قتلى هجوم على محطة للحافلات في مدينة بئر السبع بجنوب إسرائيل واتضح انه مهاجر إريتري أطلق عليه حارس أمن الرصاص وركله عدد من الإسرائيليين بعد ان اعتقدوا خطأ أنه مسلح.
وقال المدير الذي يعمل عنده الإريتري إنه عامل في قطاع الزراعة ويدعى ميلا أبتوم. والهجوم الذي تعرض له أبتوم الذي صوره أحد الهواة بالفيديو يوم الأحد ووصفته بعض وسائل الإعلام الإٍسرائيلية بأنه إعدام خارج نطاق القانون يسلط الضوء على الشعور المتنامي بالذعر والغضب من هجمات الفلسطينيين التي لا يظهر أي مؤشر على تراجعها.
وحذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من تصرفات مثل هذه المجموعات. ونشرت الحكومة اليمينية جنودا من الجيش لتعزيز الشرطة المحلية وشجعت المدنيين الإسرائيليين من أصحاب رخص السلاح على حمل أسلحتهم.
وقال نتنياهو لأعضاء البرلمان من حزبه في تعليقات بثها وسائل إعلام "نحن دولة قانون. لن يطبق أحد القانون بيديه."
وبعد حوالي ثلاثة أسابيع من العنف قتل 41 فلسطينيا بينهم مهاجمون ومتظاهرون في احتجاجات مناهضة لإسرائيل وثمانية إسرائيليين إضافة إلى المهاجر الإريتري في الأحداث التي تفجرت لأسباب منها غضب الفلسطينيين بسبب ما يرونه تعديا متزايدا من اليهود على حرم المسجد الأقصى.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري -الذي من المقرر أن يلتقي نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس كلا على حدة- إن من المهم توضيح الوضع حول الحرم القدسي.
وأضاف للصحفيين في مدريد "ليس لدي توقعات محددة باستثناء محاولة دفع الأمور قدما وسيعتمد هذا على المحادثات نفسها."
كان نتنياهو قد قال قبل أيام إنه لا يسعى لإحداث أي تغيير في الوضع الراهن للحرم القدسي. وقال أيضا إن التحريض الديني عبر مواقع التواصل الاجتماعي قد ساهم أيضا في زيادة العنف.
وقال في اجتماع حزبه ليكود "ما نراه هنا هو مزيج من الإسلام المتطرف والإنترنت. إنه لقاء بين أسامة بن لادن ومارك زوكربرج (مؤسس فيسبوك)."
* إجراءات أمنية مشددة
وفي محاولة لوقف أخطر هجمات للفلسطينيين منذ الانتفاضة قبل عشر سنوات نشرت إسرائيل مئات الجنود في مدنها وأقامت المتاريس في أحياء فلسطينية بالقدس الشرقية.
وفي غزة أشاد فتحي حماد وهو أحد قادة حركة حماس بالفلسطينيين الذين ينفذون الهجمات. وقال في مراسم عامة "هذه الانتفاضة لن تتوقف.. وهذا الجهاد لن يتوقف."
وبث تنظيم الدولة الإسلامية مقطع فيديو يقول "الجهاد يجب ألا يكون ردود أفعال ما يلبث أن يفتر وعليكم بالعبوات الناسفة والمفخخات بالإضافة إلى الدهس والطعن."
وفي أحدث هجوم دخل مسلح فلسطيني محطة الحافلات الواقعة تحت حراسة مشددة في بئر السبع بمسدس يوم الأحد وقتل بالرصاص جنديا وانتزع بندقيته ليفتح النار على الحشد مما أسفر عن إصابة تسعة أشخاص.
وقتلت الشرطة المهاجم بالرصاص وكانت ذكرت في باديء الأمر أن هناك مهاجما ثانيا وبدأت تحقيقات في مقتل المهاجر الإريتري.
وأوضح تسجيل فيديو صوره أحد الهواة حارس أمن وهو يطلق الرصاص على الإريتري قبل أن يسقط على الأرض وهو ينزف وتحيط به قوات الأمن المسلحة لحمايته على ما يبدو من عدد من الناس الذين أخذوا يركلونه مرارا في الرأس.
وقال نيتزا نومان هيمان نائب مدير مركز سوروكا الطبي لراديو الجيش إن الإريتري لقي حتفه جراء الرصاص والإصابات التي مني بها من الركل.
وقال ساجي مالاتشي مدير أبتوم في العمل إنه كان رجلا هادئا ومتواضعا وسافر إلى بئر السبع لتجديد تأشيرته.
وتابع للراديو "البلاد في حالة فوضى. المدنيون مشوشون والناس ينفذون القانون بأيديهم."
وأقامت إسرائيل يوم الأحد حاجزا خرسانيا في شارع يحاذي منطقة جبل المكبر الفلسطينية بالقدس الشرقية وحيا يهوديا مجاورا.
وقالت الشرطة إن الحاجز الذي يصل طوله إلى عشرة أمتار أقيم بصفة مؤقتة عند بؤرة توتر ضمن أحداث العنف التي تفجرت في الآونة الأخيرة بالمدينة والهدف منه هو منع اطلاق القنابل الحارقة والمقذوفات الأخرى التي تطلق على منازل اليهود.
إلا أن مسؤولين سياسيين قالوا إن الحاجز سبب غضبا في اجتماع مجلس الوزراء الإٍسرائيلي الأمني المصغر يوم الأحد إذ نظر إليه على أنه يقسم القدس.
وقال مسؤول إن نتياهو أمر الشرطة بعدم تمديد الحاجز.