من جيفري هيلر
القدس (رويترز) - قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو يوم الأحد إنه سيطرح "سياسات مسؤولة" خلال محادثاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وذلك في إشارة إلى اليمين المتطرف للحد من مطالبه حيال أراض في الضفة الغربية المحتلة.
ويغادر نتنياهو إلى واشنطن يوم الاثنين وسيجتمع بترامب في البيت الأبيض يوم الأربعاء للمرة الأولى منذ تنصيب الرئيس الجمهوري في الشهر الماضي وسوف يشمل جدول أعمال محادثاتهما الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي والسياسية حيال إيران.
وألمح الرئيس الأمريكي خلال حملته الانتخابية إلى أن رئاسته ستكون بمثابة نعمة للإسرائيليين ونقمة على الفلسطينيين بعد علاقة شائكة بين سلفه باراك أوباما ونتنياهو شابتها مواجهات كلامية بشأن بناء المستوطنات في الضفة الغربية والبرنامج النووي الإيراني.
وتحدث ترامب خلال حملته الانتخابية عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وعين سفيرا إلى إسرائيل يدعم سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي المحتلة التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقبلية عليها ولم يمارس أي ضغوط على إسرائيل من أجل إعادة إطلاق محادثات السلام التي انهارت عام 2014.
غير أن ترامب خفف منذ ذلك الحين من حدة آرائه المؤيدة لإسرائيل في خطوة قد تساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي على كبح شركائه في الحكومة من الائتلاف القومي المتطرف الذين يدعونه إلى اتخاذ مسار سياسي أكثر تشددا.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو قوله لوزرائه من حزب ليكود حيال توسيع المستوطنات بمناسبة تنصيب ترامب "سيكون من الخطأ الاعتقاد بعدم وجود قيود في الوقت الراهن."
وعشية توجه نتنياهو إلى واشنطن حذره وزير التربية نفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف علنا من ذكر عبارة "حل الدولتين" خلال محادثاته مع ترامب.
ويدعو حزب "البيت اليهودي" إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل.
ولم يعلن نتنياهو صراحة تأييده لهذه المواقف -التي كانت ستضع إسرائيل على طرف نقيض مع السياسات الأمريكية والأوروبية الثابتة منذ عهد طويل حيال هذا الموضوع- خلال حديثه عن توسيع المستوطنات الإسرائيلية الرئيسية التي تنوي إسرائيل الاحتفاظ بها في أي محادثات سلام مستقبلية.
وفي تصريحات علنية لحكومته يوم الأحد بدا أن نتنياهو يحث اليمين المتطرف على تخفيف توقعاته.
وقال "أتفهم الحماس الكبير حيال هذا الاجتماع (مع ترامب) ...لكن اهتمامي الرئيسي ينصب على أمن إسرائيل وتعزيز تحالفنا المتين مع الولايات المتحدة."
وأضاف "هذا يتطلب سياسات مسؤولة يجب أن نوليها اهتماما. وهكذا سأتصرف" من دون توضيح تصريحاته.
وبدا أن تصريحات نتنياهو تسير بموازاة مضمون تصريحات أطلقها ترامب في مقابلة نشرتها يوم الجمعة في صحيفة (هايوم) المؤيدة لنتنياهو التي قال فيها إنه "يتعين على إسرائيل أن تكون منطقية حيال (عملية) السلام" مشيرا إلى أن المستوطنات "لا تساعد هذه العملية."
وفي الأسابيع الأخيرة وافق نتنياهو على بناء حوالي ستة آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية مثيرا إدانة فلسطينية ودولية لم تنضم إليها إدارة ترامب.
غير أن تصريحات ترامب في الصحيفة الإسرائيلية تشير على الأرجح إلى اتخاذ نهج أكثر صرامة حيال السياسة الاستيطانية الإسرائيلية.
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)