من جيفري هيلر
القدس (رويترز) - وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه القومي المتطرف أفيجدور ليبرمان اتفاقا على تشكيل ائتلاف يوم الأربعاء وأصدرا تأكيدات على أن أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل ستعمل بشكل مسؤول.
وفور تأدية ليبرمان اليمين سيصبح لدى حكومة نتنياهو 66 مقعدا في الكنيست موسعا أغلبية بمقعد واحد في البرلمان الذي يضم 120 مقعدا وهو هدف يقول نتنياهو إنه سعى إليه منذ فوزه في الانتخابات ليحصل على فترة ولاية رابعة العام الماضي.
ومن المرجح أن تثير عودة ليبرمان -وزير الخارجية الأسبق- للحكومة قلقا في الداخل وفي الخارج نظرا لتصريحاته السابقة المناهضة لعرب إسرائيل ولمحادثات السلام مع الفلسطينيين التي رعتها الولايات المتحدة ولقوى إقليمية مثل مصر وتركيا.
وأثناء مراسم التوقيع التي وافق فيها رسميا حزب إسرائيل بيتنا الذي يتزعمه ليبرمان على الانضمام لحزب ليكود الذي ينتمي له نتنياهو تحول الرجلان للحديث بالإنجليزية بدلا من العبرية لتوجيه رسالة إلى المجتمع الدولي.
وقال نتنياهو "تظل حكومتي ملتزمة بالسعي للسلام مع الفلسطينيين والسعي للسلام مع جميع جيراننا... سياستي لم تتغير. سنواصل السعي في كل طريق يؤدي إلى السلام مع ضمان سلامة وأمن مواطنينا."
وأضاف أن وجود حكومة أوسع وأكثر استقرارا ستسهل "اقتناص فرص جديدة" في المنطقة في إشارة إلى خطوات سلام محتملة مع دول عربية تشترك مع إسرائيل في القلق من التشدد الإسلامي ومن إيران.
وفي واشنطن قال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن معارضة بعض وزراء الحكومة الإسرائيلية لقيام دولة فلسطينية بجوار إسرائيل يثير "تساؤلات مشروعة" عن توجهات السياسة الإسرائيلية لكن الولايات المتحدة ستحكم على الحكومة الجديدة من خلال أفعالها.
وأبلغ تونر الصحفيين قائلا "سنعمل مع هذه الحكومة كما عملنا مع كل الحكومات الإسرائيلية التي سبقتها بهدف تعزيز التعاون وسنظل ثابتين في التزامنا بأمن إسرائيل والتزامنا بالعمل نحو حل الدولتين."
وقال مسؤولون فلسطينيون إنه مع عودة ليبرمان -الذي يقيم في مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة- إلى الحكومة كوزير للدفاع تتضاءل فرص إنعاش مفاوضات إقامة الدولة الفلسطينية وهي مفاوضات انهارت في عام 2014.
لكن ليبرمان الذي تحدث أيضا بالإنجليزية تعهد بسياسة "مسؤولة ورشيدة". وهدد ليبرمان ذات مرة بقصف السد العالي في أسوان بمصر ودعا لاغتيال قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
وقال ليبرمان -وهو من مواليد الاتحاد السوفيتي السابق "في النهاية أعتزم تحقيق الأمن. وكلنا بالقطع لدينا التزام.. التزام قوي.. بالسلام وبالتوصل إلى اتفاق على الوضع النهائي" مع الفلسطينيين.
وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس "المهم الآن هي الأفعال وليست الأقوال فالمنطقة تتعرض لزلزال وعلى إسرائيل أن تعي الدروس الحقيقية من أجل إقامة السلام وأنه بدون حل القضية الفلسطينية لن يكون هناك سلام أو استقرار في المنطقة."
وبدأ نتنياهو المفاوضات مع ليبرمان الأسبوع الماضي بعد فشل محادثات لتشكيل ائتلاف مع الاتحاد الصهيوني حزب المعارضة الرئيسي الذي ينتمي ليسار الوسط. وكان التقرب إلى ليبرمان مفاجئا إذ أن الإعراض الشديد كان واضحا لدى كل منهما تجاه الآخر.
ولإسرائيل بيتنا ستة مشرعين لكن مشرعة منهم هي أورلي ليفي-آبكسيس قالت إنها ستنسحب من الحزب وستدلي بصوتها بشكل مستقل داخل الكنيست مشيرة إلى ما وصفته بفشل الحزب في إجراء إصلاحات اقتصادية واجتماعية.
وقال المتحدث باسم ليفي-آبكسيس يوم الأربعاء إنها ما زالت تنتمي للحزب رسميا إذ أن الأمور الإجرائية لم تنته بعد.
وسيصبح إسرائيل بيتنا سادس حزب في الائتلاف الديني القومي الذي شكله نتنياهو والذي دفع موشي يعلون عضو ليكود والقائد العسكري السابق للاستقالة من منصب وزير الدفاع احتجاجا يوم الجمعة.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)