إديل (تركيا) (رويترز) - منعت قوات الأمن التركية مجموعة من السياسيين المؤيدين للاكراد يوم الخميس من القيام بمسيرة الى بلدة يقولون انها تخضع لحظر التجول منذ اسبوع مما أدى الى أزمة انسانية وقتل 21 مدنيا.
وأصبحت بلدة الجزيرة التي تقع بالقرب من حدود تركيا مع سوريا والعراق أحدث بؤرة للتوتر خلال شهرين من العنف المتزايد في جنوب شرق البلاد الذي يغلب على سكانه الاكراد. ولاقى مئات الأشخاص حتفهم منذ تجدد القتال بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني والدولة بعد انهيار وقف لاطلاق النار في يوليو تموز.
ويقول أعضاء بالبرلمان مؤيدون للاكراد إن المدنيين في البلدة التي تخضع لحظر تجول بسبب القتال يعانون وضعا صعبا للغاية حيث لا يمكن دفن الموتى فضلا عن نقص الطعام والماء.
وقال وزير الداخلية سلامي ألتينوك إن العمليات التي تقوم بها قوات الامن قتلت أكثر من 30 متشددا منذ الاسبوع الماضي وأدت الى ضبط 800 كيلوجرام من المتفجرات.
وأضاف ان مدنيا واحدا فقط قتل في البلدة.
وقال مسؤولون بحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للاكراد إن برلمانيين من الحزب وزعيمه صلاح الدين دمرداش حاولوا القيام بمسيرة طولها 90 كيلومترا يوم الأربعاء صوب بلدة الجزيرة في جنوب شرق البلاد لكن قوات الأمن أوقفت قافلتهم.
وعادت المجموعة الى بلدة قريبة بعد ان نظمت اعتصاما لفترة قصيرة. وتضم المجموعة وزير شؤون الاتحاد الاوروبي علي حيدر كونجا ووزير التنمية مسلم دوجان وأعضاء من مجلس الوزراء المصغر الذي يقود تركيا الى انتخابات الاول من نوفمبر تشرين الثاني.
واتهم حزب الشعوب وزعيمه صلاح الدين دمرداش الرئيس رجب طيب إردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم بتأجيج المشاعر الوطنية قبل الانتخابات العامة في الأول من نوفمبر تشرين الثاني وفي نفس الوقت تنفيذ حملة أمنية في المناطق الجنوبية الشرقية التي تعيش بها غالبية كردية.
وتعرضت مكاتب حزب الشعوب الديمقراطي لهجمات وأشعلت النار في بعضها من جانب حشود من القوميين هذا الاسبوع.
وقال سرحان أولوج عضو البرلمان عن حزب الشعوب الديمقراطي "ما يجري في الجزيرة هو حصار البلدة وفرض حظر تجول لمدة سبعة أيام مسألة غير قانونية على الاطلاق" مضيفا ان 100 ألف شخص يواجهون نقصا في الغذاء كما أن الجرحى لا يستطيعون الوصول الى المستشفى.
وقال "هذه أزمة انسانية".
وقال ألتينوك إنه تم منع السياسيين من الوصول الى الجزيرة حرصا على سلامتهم.
وقال في مؤتمر صحفي "كان تقييمنا هو ان وصولهم الى الجزيرة ربما يسبب احداثا تثير الاستفزاز ولذلك لا يمكن السماح لهم بالذهاب الى هناك .. لن نسمح بذلك".
ومن جانبه قال دمرداش في مقابلة عبر الهاتف بثها تلفزيون آي.إم.سي "لا يجب أن نسمح لحكومة أن تفلت مما يحدث اليوم في الجزيرة." وتعهد بنقل "صوت الجزيرة إلى العالم."