من أبوبكر مازو عبد القادر
ديفا (النيجر) (رويترز) - هجر عشرات الآلاف منازلهم بعد موجة هجمات شنتها جماعة بوكو حرام في شمال شرق نيجيريا وجزر بحيرة تشاد فعبروا الحدود إلى منطقة ديفا القاحلة في جنوب شرق النيجر ليتفاقم الوضع الإنساني المزري.
وفر 150 ألف شخص إلى ديفا خلال العامين الماضيين وفقا لتقديرات وكالات إغاثية ليزيد عدد سكان هذه المنطقة النائية بنحو الثلث وهي التي تعتمد بدرجة كبيرة على المساعدات وتعاني من نقص الغداء منذ عامين.
وخلال الأسابيع الماضية زادت بوكو حرام وتيرة الهجمات الانتحارية والغارات على قرى في نيجيريا ودول مجاورة ردا على هجوم شنته ضدها حكومات إقليمية هذا العام.
ويتدفق اللاجئون بينما أعلنت النيجر حالة طوارئ للتصدي للعمليات المسلحة التي ألحقت ضررا بالغا بالاقتصاد في ديفا بعدما انخفضت إيرادات الصيد وتجارة الفلفل.
وقال لاجاري فوجو وهو لاجئ نيجيري في جاجاماري بعدما تحدث عن هجوم بوكو حرام على قريته قبل 11 يوما "فررنا طيلة الليل. كنت خائفا جدا ولا أزال أشعر بالخوف. تركنا خلفنا كل شيء."
وفي معسكرات مؤقتة ينصب البعض أغطية بلاستيكية فوق أغصان الشجر لتقيهم الشمس الحارقة. وحولهم وضعوا متعلقات لا تزيد عادة على أغطية قليلة وبعض القدور وآنية القلي.
وقال آدم عبدولاي وعمره 35 عاما وهو أب لسبعة أبناء بينما أخذ يجمع علب الطعام المقدمة من برنامج الغذاء العالمي "نحن نعاني.. نعاني والأمر لم ينته."
وقال عبدولاي إن النشاط التجاري في مدينة ديفا وهي العاصمة الإقليمية تضرر من فرض حالة الطوارئ ومن هجمات بوكو حرام.
وقال ميشيل هولايس رئيس بعثة برنامج الغذاء العالمي في ديفا وهو يقف أمام شحنات الطعام "الموقف الغذائي في ديفا عبارة عن نقص حاد طول الوقت.
"لكن منذ بداية الأحداث الأخيرة التي أثرت على الوضع الأمني ازداد الوضع سوءا."
* ثلاثة أيام فقط للفرار..
وقال بامجوي دي دالا إنه منح ثلاثة أيام فقط لحزم أغراضه والفرار من قريته ليليوا في بحيرة تشاد مع أطفاله الستة بعدما أمرته حكومة النيجر بالرحيل.
وقال إنه تخلى عن حيواناته وكل ما تعذر حمله من أغراض خلال الطريق البالغ طوله 20 كيلومترا.
وقال دي دالا وهو أب عمره 50 عاما وقد اتخذ لنفسه مكانا أسفل الظل "بسبب بوكو حرام أمرتنا الحكومة بالرحيل. قالوا لنا إنهم في قتال معهم وإن علينا بالتالي الرحيل عن الجزيرة."
وقالت النيجر إنها طلبت من السكان إخلاء الجزر من أجل سلامتهم وإنها تتعاون مع وكالات إغاثية لضمان وصول المساعدات.
ومنذ بداية العام الحالي أسفرت مساعي بوكو حرام المستمرة منذ ست سنوات لإنشاء إمارة إسلامية في شمال شرق نيجيريا عن احتلال أراض تعادل مساحة سويسرا وقتل خلالها آلاف الأشخاص.
غير أن هجوما شنته قوات من نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون دفع مقاتلي بوكو حرام للتراجع. لكن الجماعة قتلت مئات الأشخاص ونجحت في استعادة بعض البلدات وبينها داماساك التي لا تبعد سوى بكيلومترات قليلة عن ديفا.
لكن يعقوبا سومانا جاو محافظ ديفا قال إن قوات الأمن من النيجر تشعر بتحسن في التعاون منذ انتخاب الرئيس النيجيري محمد بخاري في مارس آذار الماضي. كما قال إن السلطات خففت قيودا على تجارة الفلفل لمساعدة الاقتصاد المحلي.
وأضاف "يعرفون (بوكو حرام) أن أيامهم معدودة ولهذا السبب بدؤوا مرحلة شن هجمات انتحارية."