من آن ماري روانتري ودوني كووك
هونج كونج (رويترز) - وقف عشرات من رجال الشرطة لحراسة مقر حكومة هونج كونج يوم الثلاثاء بعد يوم من قيام السلطات باعتقال عشرة أشخاص ومصادرة مواد متفجرة قبيل تصويت حاسم على حزمة إصلاحات انتخابية تدعمها الصين هذا الأسبوع.
وتتأهب المدينة الخاضعة للحكم الصيني لمواجهة ديمقراطية جديدة بعد الاحتجاجات التي أصابت أجزاء من المستعمرة البريطانية السابقة بالشلل في العام الماضي وأسفرت عن اشتباكات عنيفة مع الشرطة في بعض الأحيان بسبب خلافات حول كيفية انتخاب زعيمها المقبل.
ومن المقرر أن يبدأ المجلس التشريعي في هونج كونج النقاش حول حزمة الإصلاحات الانتخابية يوم الأربعاء على أن يتم التصويت على الإصلاحات بحلول نهاية الأسبوع. وينظم متظاهرون مؤيدون للديمقراطية مسيرات في المساء على مدار الأسبوع.
ومع زيادة التوتر قبل المناقشة قالت أيضا اللجنة المستقلة ضد الفساد في هونج كونج إنها تحقق في مزاعم لمشرع عرضت عليه رشوة للتصويت بالموافقة على حزمة الإصلاحات.
وقالت الشرطة إنها اعتقلت عشرة أشخاص يوم الاثنين للاشتباه في التآمر لتصنيع متفجرات وللانتماء إلى جماعة متطرفة.
ولم تكشف الشرطة مزيدا من التفاصيل ولم تعلن لائحة اتهامات بعد.
وذكرت وسائل إعلام في هونج كونج يوم الثلاثاء أن بعض المعتقلين ينتمون إلى جماعة غير معروفة تسمى الحزب الوطني المستقل. وبحسب صفحة على موقع فيسبوك تأسست هذه الجماعة في شهر يناير كانون الثاني لكن هذه الصفحة حذفت الآن.
وفي أول يونيو حزيران حذر بيان على الصفحة يزعم انه من الجماعة من أنه إذا تمت الموافقة على حزمة الإصلاح فعلى "سكان هونج كونج الاستعداد ذهنيا لسقوط ضحايا".
وقد أدت التوترات المتصاعدة إلى تشكل جبهة جديدة من النشاط المتطرف في هونج كونج إذ نظمت بعض الجماعات احتجاجات صغيرة لكنها تخريبية تستهدف الزوار من البر الرئيسي الصيني.
وهزت حملات يوم الاثنين التي نفذها عشرات الضباط بعض المشرعين والسكان. وثارت تساؤلات على وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت عن توقيت الاعتقالات والتفاصيل التي سربت إلى وسائل الإعلام في هونج كونج قبل الاعلان الرسمي.
وبادر آخرون بالتعبير عن الحذر.
وقال ستيف فيكرز الرئيس التنفيذي لمؤسسة اس.في.ايه لاستشارات المخاطر "أقترح أن ننظر بعناية فائقة وهدوء لهذه القضية قبل أن نحمل هذه المسألة أولوية كبيرة جدا أو أن نسعى إلى تعديل ملف التهديد في هونج كونج."
وأضاف فيكرز وهو الرئيس السابق لمكتب مخابرات الجنائية بالشرطة الملكية في هونج كونج "توقيت الاعتقالات مثار اهتمام بشكل واضح لاسيما في هذا الأسبوع المشحون سياسيا قبل التصويت التشريعي."
واقترحت بكين إجراء تصويت مباشر لاختيار الزعيم القادم لهونج كونج في عام 2017 لكن على أن يتم الاختيار فقط من بين مرشحين موالين لبكين سبق فحصهم. ويقول نشطاء مؤيدون للديمقراطية إنهم يريدون تصويتا ديمقراطيا حقيقيا.
وسلمت بريطانيا هونج كونج إلى الصين في عام 1997 بموجب تعهد بحماية الحريات الشخصية والتجارية الأساسية ودعمها من خلال نظام قانوني على غرار النظام البريطاني.
وقال ضابطان كبيران بالشرطة لرويترز إن خمسة آلاف ضابط سيكونون في حالة تأهب يوم التصويت. وتتوقع السلطات أن يكون نطاق الاحتجاجات أكبر من ذلك بكثير وربما تتحول إلى العنف إذا جرت الموافقة على حزمة الإصلاحات.