من ليليان وجدي
القاهرة (رويترز) - على مدى سبع سنوات ابتعد المخرج الألماني المخضرم فيم فيندرز عن الأفلام الروائية ليركز جهوده على صنع أفلام وثائقية لاقت نجاحا كبيرا مثل (بينا) و (ذا سولت أوف ذي إيرث).
لكن عودة فيندرز الذي أخرج كلاسيكيات مثل (باريس /تكساس) و (وينجز أوف ديزاير) للأفلام الروائية بفيلم (إيفري ثينج ويل بي فاين) - الذي عرض على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يوم الاثنين - بدت مخيبة لبعض الجمهور الذي غادر قاعة العرض قبل منتصف الفيلم.
تدور أحداث الفيلم الذي كتبه بيورن أولاف يوهانسن في إطار درامي عن كاتب يدهس طفلا بسيارته ثم يمضي 12 عاما من حياته وهو يعاني وينتفع في الوقت ذاته من تداعيات هذا الحادث.
يفتقر الفيلم في بنائه الدرامي لسرد محكم يورط المتفرج عاطفيا مع أزمة البطل توماس الذي يلعب دوره الممثل الأمريكي جيمس فرانكو. فتوماس يعاني بعد الحادث من عقدة ذنب رغم أن الجميع من حوله بمن فيهم أم الطفل -التي تلعب دورها الممثلة شارلوت جينسبورج- يعفيه من اللوم في وفاة الطفل.
لكن توماس يمضي في حياته بشكل طبيعي ويحقق نجاحات كبيرة كروائي استفاد من الأزمة التي مرت به لتفجير طاقاته الإبداعية بحيث تبدو التطورات التي تفضي به في النهاية إلى التصالح مع ماضيه واهية وغير منطقية.
لا يسلط الفيلم الضوء بشكل كاف على معاناة توماس الداخلية جراء الحادث الذي يقول إنه لم ينسه يوما وذلك لأسباب منها النقلات الدرامية السريعة والمفاجئة في حياة البطل التي لا تتيح لنا التعرف عليه بشكل جيد وكذلك الأداء المتواضع للممثل جيمس فرانكو.
يحاول مدير التصوير البلجيكي بينواه ديبي أن يخلق أجواء من التوتر المكتوم من خلال حركة الكاميرا البطيئة الناعمة ومن خلال التباين في الإضاءة بين الأزرق البارد والأصفر الدافئ لكن التطور الدرامي المرتبك للأحداث وللشخصيات يجعل كل هذه المجهودات بلا معنى.
كما فشلت موسيقى ألكسندر ديسبلا في التقاط روح الفيلم فهي كلاسيكية حزينة تارة وخفيفة تميل إلى نغمات الجاز تارة أخرى فتبدو أحيانا خارج سياق الفيلم.
عرض الفيلم ضمن قسم "مهرجان المهرجانات" على هامش الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي. وكان عرضه الأول خارج المسابقة الرسمية في الدورة الخامسة والستين لمهرجان برلمين السينمائي الدولي.