أصبحت الأزمة التى يمر بها اليورو هو مصدر قلق عارم للبنوك الأوروبية ولهذا فإن عدد من البنوك استعدت لاحتمال حدوث ذلك الإنهيار المرتقب بالرغم من تأكيدات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن اليورو قائم ولا مجال لحدوث ذلك، إلا أن الأحداث تشير الى عكس ذلك.
ويسعنى أن أقول الآن أن المانيا التى تعد من أكبر القوى الإقتصادية بمنطقة اليورو قد طالتها أزمة الديون، فما بالك بأن يحدث فيما بعد، فهى كانت أمل المستثمرون فى قيامها بدور القائد فى حل أزمة الديون والحد من تفاقمها إلا أن جاء ذلك الخبر كالصاعقة على أسماعهم، وتمحورت لديهم التساؤلات الى: "من هو الذى سوف يقوم بدور القائد...؟!!" .
والآن ينصب محور اهتمام القادة الأوروبيون فيما يخص من احتمال انهيار ايطاليا لأن حدوث مثل ذلك سوف يكون له تداعيات مميتة على حسب ما صرحا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وميركل بأن انهيار إيطاليا بسبب أزمة ديونها سيكون نهاية للعملة الأوروبية اليورو، وقد التقى الزعماء الثلاث يوم الخميس لوضع شراكة وثيقة للتعامل مع أزمة الديون بمنطقة اليورو.
حيث أكد رئيس الوزراء الإيطالى ماريو مونتي على ان ساركوزى وميركل يدركان كل المعرفة بما ستؤول اليه العملة الموحدة "اليورو" اذا ما انهارت ايطاليا، وأضاف مونتى أن الحكومة تسعى لتحقيق توازن فى ميزانيتها بحلول العام 2013 وذلك من خلال برنامج واضح يتضمن مجموعة من الإصلاحات التى تضمن نجاح تلك الموازنة.
وتوجد تأكيدات من قبل مسئولين أخرين بأن اليورو لن تنهار وفقاً لما قاله مفوض الشؤون الاقتصادية بالمفوضية الأوروبية أولي رين، وأكد أن ايطاليا وهى ثالث أكبر اقتصاد أوروبى ستظل المحور الذى يقوم عليه اليورو، وأضاف رين أن خبراء الاتحاد الأوروبي الذين يراقبون تطبيق إيطاليا لإجراءات التقشف سيقدمون أول تقرير لتقييم هذه الإجراءات خلال الأيام القادمة.
ومن ناحية ثانية لم تسلم عدد من الدول من وكالة ستاندرد آند باورز - وهى مؤسسة أمريكية قائمة على التصنيف الإئتمانى - من تخفيضاتها نذكر منها بلجيكا والبرتغال والمجر، وأخيراً هناك توجهات نحو تخفيض التصنيف الإئتمانى لفرنسا، وقد هبط اليورو أمام الدولار جراء تفاقم الأزمة بنسبة 1.5 % حيث كان أدنى مستوى له من سبعة أسابيع وتوجد توقعات بأن يواصل اليورو انخفاضه بسبب عدم اتفاق زعماء أوروبا على كيفية معالجة انتشار أزمة ديون منطقة اليورو.
وفى النهاية أكد عدد من الزعماء على أن البنوك ليست بحاجة لإعداد خطط احتياطية خوفاً من انهيار اليورو، وذكر أحد المسئولين في هيئة الخدمات المالية البريطانية أندرو بيلي أنه لا يجب علينا تجاهل من احتمال أن تنسحب عدد من الدول من منطقة اليورو، وهذا بدوره سيضعف قوته.