يبدأ الاقتصاد الأمريكي يومه عزيزي القارئ بإصدار بيانات تتعلق بأداء قطاع العمل خلال شهر حزيران/يونيو، وسط ترقب المستثمرين لتقرير الوظائف والذي سيصدر عن الاقتصاد الأمريكي يوم غد الجمعة، في حين سيصدر عن الاقتصاد الأمريكي اليوم أيضاً مؤشر معهد التزويد الخدمي في قراءته الخاصة بشهر حزيران/يونيو.
إذن، فالمستثمرون يقفون في حالة من الترقب والحذر، في انتظار صدور تقرير الوظائف يوم غد الجمعة، حيث تشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الأمريكي نجح في خلق 90 ألف فرصة عمل جديدة خلال شهر حزيران/يونيو، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 69 ألف وظيفة خلال أيار/مايو، مع الإشارة إلى أن المستثمرون ينتظرون صدور مؤشر ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص اليوم ليحصلوا بذلك على نظرة مبدئية عن ما آلت إليه الأوضاع في قطاع العمل الأمريكي، كما ويعطيهم تقرير اليوم قراءة مبدئية عن الأرقام التي سيصدر بها تقرير الوظائف يوم غد الجمعة.
وتشير التوقعات إلى أن مؤشر ADP سيؤكد على أن القطاع الخاص في الولايات المتحدة الأمريكية نجح في خلق 100 ألف فرصة عمل جديدة خلال شهر حزيران/يونيو، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 133 ألف وظيفة خلال أيار/مايو، حيث لا يزال قطاع العمل الأمريكي يبحث عن استقراره وسط الضعف العام في الأوضاع الاقتصادية الأمريكية، الأمر الذي أشار إليه البنك الفدرالي الأمريكي مراراً وتكراراً، مع توقعه بتحسن الأوضاع في قطاع العمل الأمريكي بوتيرة معتدلة خلال الفترة المقبلة، ولكن وبشكل عام فإن الأوضاع في القطاع سوف تبقى ضعيفة، لنشهد المزيد من الضعف في الأوضاع الاقتصادية بشكل عام في الاقتصاد الأمريكي، مما يعيق عجلة التعافي والانتعاش ضمن الاقتصاد.
يذكر بأن الاقتصاد الأمريكي فقد أكثر من 8.4 مليون وظيفة خلال الأزمة المالية العالمية الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، لتصل معدلات البطالة في البلاد إلى 10.2% خلال ذروة الضعف الذي ألمّ بقطاع العمل، قبيل أن تصل إلى مستوياتها الحالية عند 8.2%، لذا فارتفاع معدلات البطالة وتشديد شروط الائتمان، ما زالا يعملان على تدمير الأنشطة الاقتصادية ضمن كافة قطاعات الاقتصاد الأمريكي.
كما وسيصدر عن الاقتصاد الأمريكي أيضاً مؤشر معهد التزويد الخدمي في قراءته الخاصة بشهر حزيران/يونيو، حيث تشير التوقعات إلى أن المؤشر شهد تراجعاً ليصل إلى 53.0 خلال شهر حزيران/يونيو الماضي، بالمقارنة مع القراءة السابقة، في حين أن القراءة السابقة والخاصة بشهر أيار/مايو كانت تقف عند 53.7.
وبالحديث عن أداء الأسواق يوم أمس، فإن غياب الولايات المتحدة عن الاقتصاد الأمريكي للاحتفال بعيد استقلال أمريكا أثر سلبياً على تداولات الأمس، فقد شهدت الأسواق المالية يوم أمس تداولات محدودة، في حين من المرتقب أن يقوم كل من البنك المركزي الأوروبي والبنك المركزي البريطاني عن قرارتهما بخصوص أسعار الفائدة، حيث من المتوقع أن يقوم الأول بتخفيض أسعار الفائدة من 1.00 بالمئة إلى 0.75 بالمئة، وذلك لدعم اقتصاد منطقة اليورو المثقل بأزمة الديون.
أما الثاني فمن المتوقع أن يبقي على أسعار الفائدة الرئيسية في البلاد دونما تغيير عند مستوياتها الحالية والبالغة 0.50%، من الإشارة إلى أن حالة من الترقب تسكن قلوب المستثمرين حول مستقبل الاقتصاد العالمي، وبالتالي فترقب بيانات اليوم هو سيد الموقف، في حين من المؤكد بأن تلك البيانات ستكون المحرك الرئيس للأسواق المالية اليوم، سواءً في أمريكا، أو في القارة العجوز...